بعد أن فشلت مهمة الذباب الإلكتروني الإماراتي، في مهمته الأخيرة في المغرب، حيث وجدت تغريداته في الرباط، حاط صد كبير من الشعب المغربي الذي ساند حكومته برئاسة سعد الدين العثماني، عقب محاولة “ذباب أبو ظبي” نشر الإشاعات والأكاذيب داخل المملكة المغربية كعادته وبتوجيهات ممن يقفون وراءه في الإمارات.

كشفت تقارير صحافية مغربية حقيقة الحسابات التي استعملتها الإمارات في حملتها ضد المغرب، وقالت إنها حسابات وهمية تدار من طرف شركات مصرية تعمل على تدشين وإدارة الحملات الإلكترونية الموجهة لتأليب الرأي العام حول قضية محددة.

وكان الذباب الإلكتروني التابع للإمارات، قد زعم أن “حكومة المغرب فشلت في محاربة كورونا، ولا تهتم بالشعب”، ليروج لذلك من خلال حسابات وهمية عديدة من خلال فضاء الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وحسب موقع «الصحيفة» فإنه ومن خلال تتبع الحسابات الوهمية عبر سلسلة من التعقيدات التقنية، أكد أن هذه الحملة التي بدأت ليلة الأحد الماضي، واستمرت بزخم كبير إلى حدود ليلة الأربعاء، واستهدفت المغرب وحكومته، والملك محمد السادس، تقف وراءها شركات مصرية مهمتها «صناعة ذباب إلكتروني» لإنتاج محتوى موجه لضرب شخصيات، أو دول، أو حكومات، وهي نفس الشركات التي تشتغل بشكل موثوق مع الإمارات العربية، وسبق لموقع «تويتر» أن أعلن عن ذلك في العديد من بلاغاته، كما جمّد موقع «فيسبوك» الآلاف من الحسابات الوهمية التي استهدفت دولاً مثل ليبيا وقطر وتركيا وكذا المغرب.

وأضافت أنها من خلال التتبع، وتجميع المعطيات لأكثر من مصدر، تأكد استهداف الإمارات للمغرب من خلال «ذباب إلكتروني» ممول من جهات سيادية في الإمارة الخليجية، وأنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الإمارات العربية المغرب، من خلال حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الخلافات السياسية بين الرباط وأبوظبي، حول قضايا مختلفة، إقليمية، وجهوية، مثل حصار قطر وحرب اليمن ودعم اللواء المتقاعد حفتر في ليبيا على حساب «اتفاق الصخيرات» الذي أفرز حكومة الوفاق، و”صفقة القرن”.

كلها ملفات انتقلت بالخلاف إلى صراع حقيقي على المراكز الدينية في أوروبا، حيث وظفت الإمارات ملايين الدولارات لإضعاف المغرب في الدول الأوروبية التي له جالية كبيرة فيها، وَيُراهن على تصدير نموذجه الديني لها.

وكشفت المصادر نفسها أن الإمارات بدأت منذ 2017 في الإعداد لرؤية إعلامية جديدة، من خلال إعادة هيكلة مؤسسة «أبوظبي للإعلام» التابعة لشركة أبوظبي التنموية القابضة، بمحاولات «غزو» المغرب إعلامياً بالمساهمة بجزء مهم في رأسمال موقع مغربي، وبناء شبكة علاقات مع صحافيين ومؤثرين في الإعلام، من أجل خدمة أجندتها الداخلية والخارجية.

وكان إعلاميون وناشطون في المغرب، قد أطلقوا حملة على منصات التواصل الاجتماعي للرد على هجوم الذباب الإماراتي، الذي استهدف البلاد عبر نشر إشاعاته المغرضة.

وفي ردهم على الهجمة، أطلق إعلاميون مغاربة هاشتاغ “شكرا العثماني”، الذي تصدر وقتها قائمة الوسوم في البلاد.

كما نشر عدد من الإعلاميين والناشطين صورا للعثماني وعاهل البلاد محمد السادس، معبرين عن اعتزازهم بالقرارات المتخذة لمواجهة جائحة “كورونا”.

اقرأ أيضا: “الدب الذي قتل صاحبه” .. الإمارات تطوعت لإجلاء يهود المغرب لعيون إسرائيل