في مثل هذا اليوم وبالتحديد يوم الثلاثاء في الثاني من شهر أكتوبر عام 2018، أي قبل 4 أعوام من الآن وقعت جريمة مروعة داخل أروقة مبنى قنصلية المملكة العربية السعودية في مدينة اسطنبول بدولة تركيا، حيث قُتل الصحفي السعودي المخضرم جمال خاشقجي وقطعت أوصاله.
الصحفي الشهير له أكثر من 1.7 مليون متابع على مواقع التواصل الإجتماعي، علاوة عن أنه حاز على علاقات قوية داخل العائلة المالكة في السعودية، وحتى على السبيل الشخصي مع صحفيين وكتاب ودبلوماسيين وحتى رؤساء.
لكن المروع في قصة الصحفي المغدور هو مدى الغدر والحقد الذي حمله هؤلاء الأشخاص الذين خططوا ونفذوا عملية اغتياله داخل قنصلية بلاده، التي تعتبر مأمن مواطنيها خارج حدود أراضيهم، لكنهم قاموا بسبه أولاً وخنقه وحقنه بمادة مخدرة ومن ثم بدأوا في تقطيع جثته.. في مشهد يتنافى مع كل المشاعر البشرية.
من هو جمال خاشقجي؟!
وُلد جمال أحمد خاشقجي عام 1958 بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية لأسرة تركية استقرت في المنطقة قبل خمسة قرون، تدرج في المراحل التعليمية حتى انتقل لدراسة الصحافة في ولاية إنديانا الأمريكية وتخرج فيها عام 1983.
عمل في عدة صحف أهمها “سعودي غازيت” ثم مراسل لعدة صحف عالمية، لكنه تميز وأظهر براعة في تغطية أهم الأحداث العالمية، وعلى رأسها الحرب الأفغانية ضد السوفيت حتى أنه نجح في عقد لقاء مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة آنذاك.
براعة الصحفي خاشقجي أهلته إلى رئاسة صحيفة عرب نيوز ثم صحيفة الوطن ومن هنا بدأ الصدام مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لوزارة الداخلية، لكن مع وجود ذلك التحدي إلا أنه ذاع صيته داخل أروقة القصر الملكي حتى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قدمه في إحدى اللقاءات الهامة خارج المملكة على أنه أهم صحفي سعودي في العالم.
اختاره المستشار تركي الفيصل مستشاراً إعلامياً له عندما كان سفيراً في لندن ثم واشنطن ما أتاح له بناء علاقات قوية، حتى وصول الملك سلمان للحكم وهو ما لا لم يعارضه خاشقجي، حيث أنه تفائل بذلك.
في عام 2017 غادر المملكة العربية السعودية متجهاً للولايات المتحدة بعد تعرضه لحملة تشويه من قبل بعض التيارات في المملكة، ومع وصول محمد بن سلمان للحكم لم يعارضه أيضاً بل أثنى على بعض خطواته التي رآها تفيد الصالح العام.
لكنه بدأ بعد ذلك في انتقاد تكميم الأفواه والتنكيل بالمعارضين بالمملكة وهذا ما رفضه محمد بن سلمان، خاصة بعدما كتب مقالاً في صحيفة الغارديان البريطانية بعنوان “ولي العهد السعودي يتصرف مثل بوتين” كما أنه شرع في تدشين منظمة DAWN الديمقراطية للعالم العربي الآن، وهنا قرر محمد بن سلمان وحاشيته تغييبه للأبد.
جريمة مروعة
ذهب جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده هذا اليوم كي يستخرج أوراق رسمية لاستكمال زواجه على فتاة تركية، إلا أنه عندما وصل إلى القنصلية طالبه الموظف بالصعود للطابق الثاني حيث مكتب القنصل.
وعندما وصل الصحفي إلى هناك فوجئ بفريق الاغتيال الذي يتكون من 11 فرداً حيث قاموا باستجوابه وطالبوه بالرجوع معهم إلى المملكة العربية السعودية وهو ما رفضه جمال خاشقجي.
قاموا بمكالمة هاتفية مع مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني الذي قام بسب جمال خاشقجي وقال ” احضروا لي رأسه” فقام أحدهم بخنقه وتخديره ومن ثم بدأوا في تقطيع جثته وقد تضاربت أنباء عن تذيبها في محلول كيميائي.
واليوم يمر أربعة أعوام على تلك الجريمة المروعة الذي أمر بها محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وهو حر طليق مثل أغلب فريق الاغتيال الذي ارتكب تلك الفاجعة في حق الصحفيين وفي حق الإنسانية، لكن ظل جمال خاشقجي كابوساً جاثماً على صدر محمد بن سلمان، وظل الصحفي المخضرم رمزاً انسانياً لا يمكن نسيانه.
اقرأ أيضاً : سعود القحطاني يد محمد بن سلمان الإجرامية في المملكة العربية السعودية!
اضف تعليقا