تولى محمد بن سلمان الحكم في المملكة العربية السعودية في عام 2017 وسرعان ما حولها إلى دولة الرجل الواحد وحكمها بالقبضة الأمنية فقام باعتقال رجال الأعمال وابتزازهم من أجل الاستيلاء على أموالهم.

كما توجه بن سلمان إلى نخبة المجتمع السعودي من علماء ومفكرين وأساتذة الجامعات والدعاة والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان وقام بالزج بهم في غياهب السجون علاوة عن جريمته الكبرى باغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.

بعد ذلك استتب الحكم لمحمد بن سلمان وأصبح الآمر الناهي في المملكة وبدأ انه رجل كل شئ فهو مهندس المجتمع السعودي الذي حوله من المحافظ على العادات والتقاليد العربية الأصيلة إلى مجتمع الترفيه.

واستخدم الإعلام كي يصنع منه رمزاً كبيراً للمملكة بكونه الحاكم المنفتح ذو الرؤية الاقتصادية الثاقبة ولكن شتان بين البروباغندا الإعلامية وبين فشل محمد بن سلمان على جميع المستويات.

جدول المحتوى

استقطاب الأجانب

كشف محمد بن سلمان عن رؤيته للمملكة باستقطاب 25 مليون أجنبي بحلول عام 2030 وهو ما سيبني اقتصاد السعودية غير المعتمد على النفط وذلك من خلال المشاريع الترفيهية والسياحية الجاذبة لهم.

لكن على أرض الواقع كل شئ يختلف فالأجانب الذي يريد محمد بن سلمان استقطابهم للمملكة من أجل السياحة أو العمالة يهربون من بطشه وطريقته الاستبدادية في التفكير.

تحدث عدد من المدراء الأجانب الذين فروا من مشروع نيوم عن حالة محمد بن سلمان العصبية تجاههم والتي دفعتهم إلى الهروب من العمل معه رغم المبالغ الطائلة التي كانوا يحصلون عليها.

أكد المدراء أن محمد بن سلمان لا يعمل إلا بالأمر كأنهم في سكنه عسكرية إضافة لذلك فهو واهم حالم قد أثرت ألعاب الفيديو المولع بها على طريقة تفكيره فأصبح يطلب منهم أفكار خيالية لمشاريعه كقوله أريد بناء الأهرام الخاصة بي.

هروب رؤوس الأموال

عقلية ولي العهد الرجعية لم تدفع المدراء والعاملين إلى الهروب من المملكة وحدهم بل أدت إلى هروب رؤوس الأموال ورجال الأعمال من السعودية بسبب تدخله في أعمالهم وقراراته العشوائية.

بالنظر إلى أغلب المشاريع التي دشنها محمد بن سلمان فسنجد أنها تؤول إلى الفشل في النهاية بعدما تتبخر فيها أموال المملكة ومواردها بالإضافة إلى أن حادثة فندق الريتز أثارت مخاوف رجال الأعمال وجعلتهم يهربون من الاستثمار في المملكة.

الخلاصة أنه مادام محمد بن سلمان على رأس السلطة في المملكة العربية السعودية فإن البلاد لن تستطيع النهوض بسبب العقلية التي يحكم بها والعشوائية التي يفرضها على المملكة.