وعد محمد بن سلمان الشعب السعودي عند وصوله للحكم بتنويع مصادر الدخل للمملكة التي تعتمد على النفط بشكل كامل مشيراً إلى أنه سيحدث نقله نوعية كبيرة في السعودية.
في إحدى اللقاءات التي روج فيها محمد بن سلمان لرؤيته 2030 حمل هاتفين أحدهما حديث والآخر قديم مشيراً إلى أن المشروعات الجديدة ستكون على نهج تلك الحداثة.
لكن بعد ثمان سنوات عجاف وجد السعوديون أنفسهم لأول مرة أمام عجز في الميزانية وفي مواجهة حجم هائل من الديون علاوة عن ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة في المملكة.
أما عن مشاريع محمد بن سلمان فباتت تتجه للفشل وبعدما استمدها ولي العهد من أفلام الخيال العلمي وألعاب الفيديو وبدأت بالفعل المملكة في تقليص تلك المشاريع بعدما أفرط في التفاؤل تجاهها.
المبالغة في التفاؤل
تحدثت صحيفة “ذا كارديال” البريطانية، عن اضطرار المملكة العربية السعودية إلى مراجعة مشاريعها الضخمة وفي مقدمتها مدينة نيوم التي ضخ فيها ولي العهد أموال المملكة.
وذكرت الصحيفة المملكة باتت في مواجهة التحديات المالية واللوجستية والجيوسياسية، اضطرت الرياض إلى مراجعة مشروعها الطموح بشأن نيوم، وإعادة تقييم “التطبيع الاقتصادي” مع إسرائيل بشكل حاسم.
جدير بالذكر أنه تم إطلاق نيوم في السعودية في عام 2017، وهو تطوير مترامي الأطراف للتكنولوجيا الفائقة على ساحل البحر الأحمر الشمالي الغربي، وقدم كجوهرة التاج لرؤية 2030.
وتم تصوير هذا المشروع الضخم الصحراوي المستقبلي، الذي يمتد على بعض الأراضي الأردنية والمصرية، على أنه قفزة جريئة نحو التنويع الاقتصادي تحت قيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكن طبقًا للصحيفة فقد أبلغ المسؤولون السعوديون في التفاؤل تجاه ذلك المشروع.
المشروع في خطر
كشف خبراء أن النكسات الجيوسياسية الأخيرة أثارت مخاوف كبيرة بشأن جدوى بعض مكونات نيوم، مشيرين إلى أنه في البداية، تم الاحتفال بتصميمه الثوري، وكان الخط، وهي مدينة خطية داخل نيوم، لإعادة تعريف الحياة الحضرية ومع ذلك، تشير التقارير الأخيرة إلى تراجع كبير.
كشفت وكالة بلومبيرغ عن انخفاض هائل في نطاق المدينة من 105 إلى 1.5 ميل وانخفاض في عدد السكان المحتملين من 1.5 مليون إلى أقل من 300 ألف بحلول عام 2030 علاوة على ذلك، تشير أوجه عدم اليقين في التمويل وتخفيضات القوى العاملة إلى أن المشروع في خطر.
وذكرت الصحيفة أن التعديل لا يدل على فشل شامل لرؤية 2030، إلا أنه يدفع إلى إعادة تقييم العناصر الأكثر طموحا في المشروع، يشير الخبراء إلى أن المقياس الأصلي للخط كان متفائلا بشكل مفرط، ويفتقر إلى البنية التحتية الحضرية اللازمة لمثل هذا المسعى.
الخلاصة هي أن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وحاشيته أفرطوا في التفاؤل تجاه مشاريع ولي العهد الوهمية التي أثقلت كاهل المملكة وحولتها من دولة غنية بالنفط إلى دولة مهددة بالديون.
اقرأ أيضًا : أنت مراهق ومدلل.. كيف وقف الداعية سليمان الدويش في وجه محمد بن سلمان؟
اضف تعليقا