اجتمع رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، الجمعة، مع عدد من قادة المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة أنقرة، حيث تناول الاجتماع التطورات الأخيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. 

اللقاء جاء في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها تركيا لتحقيق استقرار طويل الأمد في القطاع، الذي يشهد أزمات إنسانية متفاقمة نتيجة الصراع المستمر.

وفقًا لمصادر أمنية تركية، تطرق الاجتماع بين قالن وقيادات حماس إلى آخر المستجدات في المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين. تم التأكيد خلال اللقاء على دور حماس البناء والإيجابي في المفاوضات، في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي بفرض شروط جديدة تعقد عملية التوصل إلى اتفاق نهائي. 

وأبدى الجانبان اهتمامًا كبيرًا بالخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لضمان وقف دائم لإطلاق النار، مع التأكيد على ضرورة إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر.

إلى جانب ذلك، عبر الطرفان عن القلق العميق إزاء استمرار الهجمات الإسرائيلية على المدنيين، والتي تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا. واعتبرت المصادر أن مواصلة تل أبيب وضع شروط جديدة على نصوص الاتفاقيات المطروحة، التي يدعمها مجلس الأمن الدولي، قد يعقد من جهود التوصل إلى حل، رغم وجود إرادة دولية واضحة للتهدئة.

تؤدي الاستخبارات التركية دورًا محوريًا في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، حيث تعمل على تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل. كما تقوم الاستخبارات التركية بدبلوماسية مكثفة بالتنسيق مع مصر وقطر والولايات المتحدة لضمان الوصول إلى اتفاق يضع حدًا للعنف.

ويُعد هذا اللقاء جزءًا من سلسلة جهود تركية مكثفة تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة، وذلك من خلال مواصلة التواصل مع جميع الجهات المعنية.

وعلى مدار الأشهر الماضية، كانت تركيا تلعب دورًا فاعلًا في محاولة إنهاء الصراع في غزة، حيث تُعتبر من الدول القليلة التي تمتلك قنوات مفتوحة مع جميع الأطراف الرئيسية، بما في ذلك حماس وإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، تواصل الاستخبارات التركية سعيها لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، وسط تصاعد القلق الدولي بشأن تدهور الوضع الإنساني هناك.

رغم الجهود الإقليمية والدولية المبذولة، تعثرت المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية. يأتي ذلك في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة، إضافة إلى تمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، وهو ما ترفضه حركة حماس التي تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل وعودة النازحين دون قيد أو شرط.

تظل العقبات التي يفرضها الجانب الإسرائيلي هي العائق الأكبر أمام تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من الوساطة المستمرة من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة. تستمر الجهود الدولية لتخفيف حدة الصراع من خلال التوسط في اتفاقات تشمل تبادل الأسرى بين الجانبين، وهي مسألة جوهرية في المحادثات الجارية، حيث تسعى حماس للإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

تشير التطورات الأخيرة إلى أن تركيا، بالتنسيق مع دول أخرى، ما زالت تبذل جهودًا حثيثة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، رغم التعقيدات المستمرة على الأرض.

اقرأ أيضًا : الجيش الإيراني يتعهد بالرد على الاحتلال الإسرائيلي