في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى مينسك، أعلن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو انتهاء زمن البرودة في العلاقات بين البلدين.

وقال لوكاشينكو في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء: “لا يمكنني القول إن الأمريكيين أصدقاء حميمين لنا. لكن زمن البرودة الذي كنا ننظر فيه إلى بعضنا البعض عبر جدار خرساني سميك، قد ولى. ولا ينبغي لأحد قبول ذلك بالأنين والبكاء أو الألم. ننظم علاقات مع أكبر إمبراطورية، الدولة الرائدة في العالم”.

وأشار لوكاشينكو إلى أن بلاده حريصة على علاقات نزيهة وشفافة مع روسيا، لكنها تريد أن تقرر سياستها الخارجية بنفسها.

وقال: “هناك مشاعر قلق في روسيا.. أثاروا ضجة كبيرة قائلين: ها قد وصل وزير الخارجية الأمريكي! .. نعم ، لقد فعل ذلك، ولم أخفها، بل وألمحت لكم إلى أن علاقة قديمة تربطنا غيابيا”.

وأضاف: إذا رفعنا السرية عن كافة الوثائق، فسيصفق لنا العالم كله.. عندما كان بومبيو مديرا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، نفذنا معه هنا عمليات بالغة الأهمية. كانوا يوجهون إلينا طلبات ويقدمون معلومات، أما نحن فكنا نضبط أشخاصا بحوزتهم مواد نووية على حدودنا، وقمنا بذلك حتى من دونهم (الأمريكيين). وهذا موضوع رقم واحد بالنسبة لهم”.

وخلال مباحثات مع بومبيو في مينسك السبت الماضي، أكد المسؤولون البيلاروس حرصهم على مواصلة تطبيع وتطوير العلاقات مع واشنطن، كما رحبوا بالدعم الذي أبدته الولايات المتحدة لسيادة بيلاروس واستقلالها.

من جانبه، قال بومبيو إن واشنطن لا تخير مينسك بينها وبين موسكو، لكنها تسعى لمساعدة بيلاروس في أن تكون دولة ذات سيادة، بما في ذلك من خلال تزويدها بكل ما تحتاجه من موارد الطاقة وبأسعار تنافسية، كما تحدث عن اقتراب موعد رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على مينسك على خلفية سجلها في مجال حقوق الإنسان.

ويرى محللون أن زيارة بومبيو إلى مينسك جاءت في إطار محاولات واشنطن إبعاد بيلاروس عن روسيا، لا سيما في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو ومينسك نوعا من التوتر بسبب خلافات على أسعار النفط والغاز التي تستوردها بيلاروس من جارتها الشرقية.

وأجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي عدة جولات من المباحثات لتسوية هذه الخلافات، وأعلن الكرملين اليوم أن الجولة المقبلة تجري الاستعدادات لعقدها يوم الجمعة المقبل في روسيا.