“منطقة دفاعية بالغة الحساسية”. هذا ما كتب على لوحة عند مدخل قرية كايمانيرا التي تبعد كيلومترين عن قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية واختارها الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل ليؤكد أن كوبا لن تستسلم لضغوط واشنطن.
وقال دياز كانيل لمجموعة من سكان القرية التي تطلق عليها السلطات اسم”الخندق الأول في مواجهة الإمبريالية”، إن “اليانكيز (الأميركيون) يواصلون خنقنا لكننا نقاوم”.
وما كانت هذه القرية الساحلية الصغيرة التي يعمل سكانها البالغ عددهم عشرة آلاف نسمة في صيد السمك، ستثير اهتمام الرئيس لولا وقوعها على الشاطئ الغربي لخليج غوانتانامو، على بعد كيلومترين فقط عن القاعدة البحرية الأميركية التي تحمل الاسم نفسه وتحتل منذ 1903 أرضا مساحتها 117 كيلومترا مربعا.
ومن هذه المساحة، ليس هناك سوى 49 كيلومترا مربعا من البر والباقي مياه ومستنقعات، ومنطقة ملغومة حول القاعدة البحرية.
ويخضع الدخول إلى قرية كايمانيرا لمراقبة العسكريين. وهي تشبه القرى الكوبية الأخرى بشوارعها ودراجاتها الهوائية وعرباتها التي تجرها خيول كوسائل نقل. وعلى الشاطئ يبدو صيادو السمك وهم يلقون شباكهم.
ويتجول في القرية جنود من القوات المسلحة الثورية الكوبية يقومون عادة بدوريات حول الخليج.
– أول زيارة –
قالت سيدة من سكان القرية وهي تتابع وصول موكب الرئيس “أمر جميل جدا”. وقام دياز كانيل بأول زيارة له للمنطقة منذ وصوله إلى السلطة في نيسان/ابريل 2018. وقد نزل من السيارة وسط هتافات ترحيب تأييد لسلفيه الأخوين فيدل وراوول كاسترو.
واقتراب دياز كانيل، الذي ضاعف رحلاته خارج هافانا في الأشهر الأخيرة ليتعرف عليه الجمهور بشكل أوسع، من السكان وفسر لهم برنامجه وبرنامج وزرائه الذين حضروا معه إلى القرية.
وقال لهم إن الولايات المتحدة تعزز حصارها المفروض منذ 1962 على الجزيرة بهدف واحد هو “مواصلة خنق الاقتصاد معتقدة أن الشعب سيستسلم”.
وذكرهم بأن واشنطن تحاول منع وصول شحنات المحروقات إلى كوبا ما أدى إلى نقص خطير وأجبر السلطات على وضع خطة توفير صارمة.
وتتهم الولايات المتحدة الحكومة الكوبية بقمع شعبها بنظام الحزب الوحيد — الحزب الشيوعي — لا يقبل أي معارضة، وبدعم فنزويلا بقيادة نيكولاس مادورو عسكريا.
“سنقاوم”
قال دياز كانيل “كل أسبوع يصدر إجراء جديد”، بينما أحصت الحكومة الكوبية أكثر من 180 قرارا أميركيا منذ حزيران/يونيو 2017.
وبين هذه القرارات تفعيل القانون الأميركي هيلمس بورتون الذي يهدد بملاحقة الشركات الأجنبية التي تعمل في الجزيرة. ومنذ ذلك الحين يستهدف القضاء مجموعات كبيرة مثل “أميريكان ايرلاينز” و”كارنيفال” و”امازون”.
وقال رئيس الدولة “في كوبا سنقاوم ولن تستلم أبدا وبدعم الجميع سنواصل تطوير أفكارنا ومفاهيمنا وستستمر البلاد في التقدم”.
وتطالب كوبا الولايات المتحدة بإعادة هذه الأرض التي تضم منذ 2002 مركز اعتقال “للمقاتلين الأعداء” فتح خلال “الحرب على الإرهاب” التي أطلقها الرئيس حينذاك جورج بوش بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وقد سجن فيه عدد يصل إلى 680 معتقلا.
ومنذ 2008 لم ينقل أي سجين جديد إلى غوانتانامو لكن الرئيس دونالد ترامب وقع في كانون الثاني/يناير 2018 مرسوما ينص على مواصلة تشغيله، مشيرا الى نيته إرسال معتقلين جدد إليه.
اضف تعليقا