العدسة – إبراهيم سمعان
خلال الفترة الماضية، منعت السلطات المصرية عدة برامج تليفزيونية، وحذرت آخرين بدعوى “خدش الحياء العام”، كما ألقت القبض على عدد من الراقصات والمطربين، وتم إحالتهم إلى القضاء لمحاكمتهم لنفس السبب، فما هو الهدف من الهجمة هذه الآن؟.
سؤال طرحه “راديو فرنسا الدولي”، وحاول الإجابة عليه من خلال تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، قال فيه: هناك موجة من “البيوريتانية” (التزمت) غير مسبوقة في مصر، أوقفت برامج تليفزيونية، يواجه مطربون وراقصات دعاوى قضائية، أغلقت ملاهي ليلية، مرتادي الجينز “غير اللائق” يطاردون في الجامعات، تشهد البلاد حملة غير مسبوقة لحظر “الفجور”.
وأضاف: “في غضون أسبوع واحد، أوقفت ثلاثة برامج تليفزيونية، وتم تحذير رابع، من قبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الذي يعين أعضاؤه من قبل الدولة، حيث المجلس قرر في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقف البرنامج الترفيهي «SNL بالعربي»، النسخة المصرية من البرنامج الأمريكي الساخر Saturday Night Live، والذي يبث على إحدى القنوات التليفزيونية الخاصة، وذلك بسب “مخالفة المعايير الأخلاقية”.
كما أوقف المجلس أيضا برنامجا آخر لبث صور “مثيرة”، ويوم الثلاثاء، أوقف برنامج لإذاعته تحقيقًا يتناول اغتصاب قاصر؛ بسبب تبنيه “لهجة تحريضية”، كما هُدد برنامج “أبلة فاهيتا” الكوميدي، الذي يتابعه عدد كبير من المشاهدين، بالمنع من العرض؛ إذا لم يتوقف عن “الإيحاءات الجنسية”.
وأشار الراديو إلى أنه في الشهر الماضي، ألقي القبض على اثنين من المطربين، وحكم عليهما بالسجن؛ بسبب مقاطع فيديو اعتبرت السلطات أنها “محرضة على الفجور”، وتحتوي على غرائز مثيرة، من بينها راقصة روسية، تدعى جوهرة، أُوقفت بتهمة التحريض على الفسق وإثارة الغرائز ونشر مشاهد عارية، بعد تداول فيديوهات لها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي ترقص في أكثر من مكان ببدلة رقص عارية.
السبب الرئيسي وراء القبض على جوهرة، يعود إلى أن الشرطة بعدما فرّغت الأشرطة التي تحتوي على رقصاتها، تبين لها أن جوهرة ترتدي زي الرقص من دون ملابس داخلية، وأهمها الشورت، حيث ينص القانون على وجوب ارتداء شورت للراقصة، علاوة على استخدام الراقصة يدها في الإشارة إلى أجزاء حساسة من جسدها، لإثارة غرائز الشباب.
عودة السلفيين
ورأى الموقع الفرنسي أن هذه الحمى المفاجئة من “البيوريتانية” يمكن تفسيرها أولا من خلال عودة السلفيين الذين يدعمون السلطة، فيما يعتقد بعض المراقبين أيضًا أن السلطات تحاول نسج حجاب الأخلاق في وقت تحارب فيه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي يتهمها بـ “الكفر”.
كما لفت أيضا، إلى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في شهر مارس المقبل، والتي من المتوقع أن يفوز بها الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي بعد انسحاب جميع المنافسين المحتملين.
وفي نهاية تقريره تساءل “راديو فرنسا”: هل يمكن حقًّا حرمان المصريين الذين يتميزون منذ الأبد بروح الدعابة والسياسة والجنس؟ من الواضح الإجابة ستكون: لا، إذا فكرنا في شبكات التواصل الاجتماعي.
اضف تعليقا