حَوّل أبناء زايد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى سجن كبير ومكان خطر سواء للمعارضين والوافدين وحتى السياح، فبدءاً من الناشطين والحقوقيين والإعلاميين والصحافيين والكتّاب والمثقفين الذين زجت بهم قوى الأمن في غياهب السجون مروراً بالأفارقة والعاملين الذين باتوا يعملون بالسخرة في الدولة الخليجية.

ولا يقف الأمر عند هؤلاء بل امتد إلى السياح والأجانب الذين تعرضوا للظلم والتنكيل بدولة الإمارات.. وعند ذكر هؤلاء يتبادر على الذهن حالة رايان  كورنيليوس.

رايان هو رجل أعمال بريطاني تم القبض عليه من مطار دبي عام 2008 ومنذ ذلك الحين يقبع في سجون الإمارات وقد أصيب بمرض خطير خلال فترة اعتقاله وتتعنت الحكومة الإماراتية في الإفراج عنه رغم المناشدات الدولية والحقوقية.

كل هذا ليس غريباً عن دولة الإمارات التي أصبحت دولة بوليسية بامتياز لكن اللافت للنظر هو التعنت في حالته كمواطن بريطاني ليتضح فيما بعد أن أمر اعتقاله يتعلق بمسؤول إماراتي كبير متورط في قضايا فساد وهو المتسبب في احتجازه حتى الآن.. فمن هو المسؤول الإماراتي ولماذا يصر على بقاء رايان بالسجن طول هذه المدة.

رايان كورنيليوس

سلطت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على حالة الأجانب بشكل عام وحالة رايان بشكل خاص في دولة الإمارات من تجاوزات صارخة، وأكدت أنه تم اعتقاله من مطار دبي عام 2008 وظل في الحبس الانفرادي لفترة طويلة.

كما أنه تعرض للاستجوابات بشكل عنيف دون تمثيل القانون وتم اتهامه بالاحتيال بعدها بعامين أي عام 2010 وسُجن على إثرها 10 سنوات في ظروف اعتقال سيئة، وقبل أن يتم الإفراج عنه بشهرين من انتهاء مدة عقوبته عام 2018، حُكم عليه بعقوبة إضافية 20 عام أخرى.

ورغم إدانة عدة منظمات حقوقية للوقائع التي مر بها رجل الأعمال البريطاني ورغم تأكيد محاموه أنه أصيب بمرض السل داخل السجن ومناشدات زوجته للإفراج عنه إلا أن الحكومة الإماراتية تعنتت في ذلك، بل وأضافت عليه عقوبة بالسجن 20 عاماً وهو صاحب 68 عام من العمر.

كورنيليوس ضحية مسؤول إماراتي

أرادت الحكومة الإماراتية إظهار رجل الأعمال البريطاني كمذنب أمام الرأي العام ونجحت في ذلك إلى أن كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن فضيحة فساد لمسؤول إماراتي كبير راح ضحيتها رايان.

المسؤول الإماراتي هو محمد إبراهيم الشيباني الذي يشغل مدير مكتب حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من عام 2008 أي العام ذاته الذي سجن فيه كورنيليوس، حيث أظهرت الصحيفة أنها كانت مؤامرة فساد دُبرت على أعلى مستوى.

رجل الأعمال البريطاني كان يعمل على تطوير 20 مليون متر قدم مربع من عقارات البولو في إحدى المناطق الفاخرة في دبي، وقد تم اختلاس مبلغ 372 مليون جنيه استرليني كان قد حصل عليها ريان من بنك دبي الإسلامي، وبعد تبديد المبلغ المالي حكم عليه بالسجن بتهمة الاحتيال، فيما أشارت أصابع الاتهام إلى مدير ديوان حاكم دبي الشيباني في ذلك الوقت.

الخلاصة أن الدولة الإماراتية أصبحت تحكم بقانون الغاب، وأن المسؤولين الإماراتيين المقربين من السلطة باتوا يتمتعون بصلاحيات واسعة، فقاموا بالتنكيل بالمظلومين كما فعل الشيباني مع رايان.. هذا الشيباني هو متهم بالتنكيل ببنتي محمد بن راشد آل مكتوم أي أنه خادمه المطيع الذي يحميه سيده في تلك الدولة الظالمة، ولا عزاء لسيادة القانون والدستور في الإمارات.

اقرأ أيضاً : الإمارات تطمع بثروات الدول الإفريقية وتشارك في قتل شعوبها!