ينتظر العالم بشغف بطولة كأس العالم لكرة القدم كل أربع سنوات، لما تحمله من متعة الساحرة المستديرة، والتي يعشقها الملايين حول العالم، فيتوافد البعض إلى الدولة المنظمة لذلك المحفل الرياضي الكبير، والذي يتنافس دول عديدة لنيل استضافته.

وقد نجحت دولة قطر في نيل هذا الشرف الكروي ففازت باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، والذي سينطلق بعد أسابيع من الآن بالعاصمة القطرية الدوحة، لكن المختلف في هذا المونديال هي الأحداث المختلفة التي سبقته ويأتي على رأسها الحرب الروسية الأوكرانية، والتي هزت العالم أجمع.

علاوة على ذلك فبجانب الأحداث الهامة العالمية فإن هذه المرة هي الاولى التي تواجه فيها دولة منظِمة كم كبير من التشويه وافتعال الكثير من المشاكل التي نجمت عن التصريحات العالمية لدول أوروبية، أو حتى دول عربية حقدت على الدوحة استقبال هذا المحفل الكبير.

بالرجوع للوراء قليلاً وبالتحديد في عام 2018 عندما استضافت دولة روسيا كأس العالم لكرة القدم، وتوافد رؤساء الدول الأوروبية لمشاركة في هذا المحفل العظيم على الرغم من انتهاكات الدولة المنظمة لحقوق الإنسان في دولة سوريا بقصف المدنيين، أو حتى باجتياحها شبه جزيرة القرم عام 2014.. فكيف كانت ردود أفعال الدول الأوروبية حينئذ مع مجازر روسيا وما هو رد الفعل الحالي تجاه قطر أول دولة عربية وشرق أوسطية تستضيف مونديالاً لكرة القدم.

بين مونديالي 2018 – 2022

هتف لاعب كرواتي يدعى دوماغاي فيدا ” المجد لأوكرانيا ” بعد تسجيل هدف لصالح منتخب بلاده على حساب منتخب روسيا، ولذلك اتهمه الاتحاد الروسي لكرة القدم بمناصرة أوكرانيا على حساب روسيا البلد المنظم، ليسارع الاتحاد الكرواتي لكرة القدم بإصدار بيان ينفي فيه أن تكون نية اللاعب هي مناصرة أوكرانيا التي تحتل الكرملين أجزاء منها منذ عام 2014.

وقال الاتحاد أن هتاف اللاعب كان مجرد شكر منه لجمهوره بدولة أوكرانيا وليس الأمر يرمي إلى مقصد سياسي، ولكن يعلم الاتحاد الكرواتي ولا حتى الدول الغربية أن القمع الروسي والتنكيل سيطالهم مستقبلاً، إن لم يكن بالقصف والنيران كما كان في سوريا وأوكرانيا فسوف يكون بأزمة الطاقة والغذاء التي تصدرها روسيا لدول العالم جميعاً.

علاوة على ذلك فقد كانت أبرز اللقطات التي تصدرت المشهد في بطولة كأس العالم روسيا 2018 هي رئيسة الوزراء الكرواتية كوليندا غرابار كيتاروفيتش والتي ناصرت منتخب بلادها رفقة الرئيس الفرنسي ماكرون، والذين تغير رأيهم بالفعل الآن تجاه الرئيس الروسي بوتين بسبب الحرب الأخيرة على أوكرانيا.. ويبقي السؤال لماذا تغيرت آراء قادة الدول الأوروبية تجاه روسيا الآن ولم تتغير من قبل.. بيد أن روسيا احتلت جزيرة القرم الأوكرانية، والآن تحتل دونباس الأوكرانية أيضاً.. تكمن الإجابة في أن الأزمات التي تسببت فيها روسيا قد طالتهم ومسهم منها الضر.

هجوم على قطر 

تحدث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر عن تنظيم دولته لكأس العالم وعن الهجوم الضاري الذي تشنه الدول الأوروبية، وبعض الدول العربية تجاه بلاده قائلاً ” هناك من لا يتقبل استضافة دولة عربية مسلمة للمونديال”، وهذا ما اتضح من تصدير الأزمات المتتالي التي تعكف عليه تلك الدول.

علاوة على ذلك فقد اعترف أمير دولة قطر عن بعض “القصور” في المعايير التي وقعت داخل دولة قطر أثناء التحضير لفعاليات كأس العالم وقد أوضح الأمير تفهم بلاده لذلك القصور والعمل على التحسينات من قبل الدولة القطرية لتفاديها.

أكدت كلام أمير دولة قطر الأمينة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال الأجانب التي صرحت أن هناك تحول في ملف العمالة في الدوحة وذلك خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس الفرنسية، لافتة أن قطر قامت بإصلاحات شملت القوانين وتحسين الأجور وظروف المعيشة للعاملين.

وأضافت أن قطر وافقت على مراجعة الحد الأدنى للأجور، وسمحت بعمليات التفتيش الصارمة من قبل الاتحاد بشأن حقوق العمال خلال المونديال، ونفت المزاعم التي أعلنتها بعض الدول عن مقتل أكثر من ستة آلاف عامل خلال أعمال البناء بالدوحة مؤكدة أنها اعتقاد خاطئ وغير صحيحة بالمرة.

الخلاصة أن قادة الدول الأوروبية يكيلون بمكيالين بين مونديالي 2018 بروسيا و2022 بقطر ذلك لأن الثانية دولة عربية مسلمة، و يستكثرون عليها تلك النجاحات وذلك التقدم الهائل، كما يشاركهم الإحساس ذاته بعض الدول العربية التي تحقد على الدوحة استقبال المونديال مثل الإمارات والبحرين الذين يعملون على تشويه صورة قطر ليل نهار.

اقرأ أيضاً : بسبب آرائها ضد المثليين واليهود.. هجوم غربي على مندوبة قطر بالأمم المتحدة وتضامن عربي