تلقى رجل الأعمال الإماراتي ماجد الفطيم، ردود أفعال ساخطة بعدما تبنى حفلا لفرقة موسيقية تروّج للمثلية الجنسية بعدما أفرد لهم القاعة المركزية الكبرى في المول الذي يملكه، كايرو فيستيفال سيتي.
الحفل الذي رُفع خلاله علم الشواذ، أقيم مطلع الأسبوع الجاري بالقاهرة الجديدة، وحضره حوالي 30 ألف مشاهد أغلبهم من المراهقين، وبلغ سعر تذكرة الحفل للمقعد الواحد 750 جنيهًا، بينما بلغت سعر تذكرة حضور الحفل وقوفًا 200 جنيه.
وفى فضيحة لم يسبق لها مثيل، فوجئ سكان التجمع الخامس، برفع علم «قوس قزح» المعبر عن المثلية الجنسية (الشذوذ) خلال حفلة حضر فيها فريق «مشروع ليلى» اللبنانى، ضمن حفل «ميوزيك بارك»، حيث إنه للمرة الأولى يرفع علم المثلية على الأراضى المصرية.
ورغم أن رافعوا العلم قد سارعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنفي كونهم مثليين، في سلوك يكشف إحساسهم بأنه أمر سلبي، إلا أنهم برروا فعلتهم بأنها جاءت تضامنا مع فريق «مشروع ليلى» الغنائي، الذي كان يحيي الحفل، ويدعى حامد سنو وهو مؤسس الفريق، الذى أعلن شذوذه منذ فترة بأحد البرامج الفضائية.
الفرقة ترحب
وفى تعليق ينفى أن الواقعة عفوية، قالت تغريدة للحساب الرسمى للفرقة اللبنانية: «أنه ربما يخاف الكثير منا من رفع العلم والتصريح أننا هنا، كل الشكر لكل من رفعوا علمنا، علم فخر مجتمع الميم، كل الشكر لهؤلاء الشجعان، والشجاعات فى حفل مشروع ليلى Mashrou’ Leila اليوم فى القاهرة ».
وتابع الحساب الرسمي للفرقة: «شكرًا لجعلنا جميعًا نشعر بفرحة عارمة بهذا الانتصار الصغير، شكرًا للظهور والتصريح أننا هنا، وآخر كلام لهم دعونا ننام الْيَوْمَ سعداء».
دعم إماراتي واسع
بدوره، علق الباحث السياسي أحمد عبد الفتاح، على الواقعة بقوله: “على هامش رفع علم الشواذ للمرة الأولى علنًا في مصر في حفل موسيقي لفرقة تجاهر بشذوذ أحد أفرادها (الحفل كان في كايرو فيستيفال سيتي المملوك لرجل الأعمال الإماراتي ماجد الفطيم)، ودعم الإمارات الواضح الصوفية المهادنة للأنظمة، وما يتم تداوله عن تغييرات ثقافية كبيرة جاري العمل عليها في السعودية ومصر، وحرص الأنظمة حتى في الفترات التي تسمح فيها بقدر من الانفتاح على الاختيار والتحكم في القيادة الاجتماعية”.
وتابع: “من المدهش وعي الطغاة بالتلازم الأبدي بين السياسي والثقافي وعدم التفرقة بينهما. وهو وعي للأسف نادرًا ما يكون متوفر لدى معارضتها وبالذات الإسلامية منها، فتجد نزاعًا دائما يصل إلى حد التلاسن بين من يسموا الحركيين ومن يسموا التنظيريين، وهو نزاع مؤسف وأشد ما يجعله مؤسفًا هو أنه ليس حقيقيًا لأن توأمة الثقافي والسياسي لا يمكن فصمها أولاً وثانيًا لأن الخيار ما بين الحركي والثقافي عادة ما يكون متأثرًا بشدة بعامل الضغط الأمني، وما يحول أحدهما إلى خيار أيديولوجي يتم التحزب حوله هو فقط تطاول الأمد وغياب أي أفق يسمح بإعادة دمجهما بشكل حر”.
غضب عارم
وغير بعيد، شهدت مواقع التواصل الإجتماعي، ثورة غضب وسخرية واسعة النطاق، خلال الساعات الماضية، بسبب رفع علم الشواذ جنسيًا، في الحفل.
وتداول نشطاء موقعي التواصل “فيسبوك” و”تويتر”، صور شباب يرتدون ويرفعون علم الشواذ، وسط الحفل، وانهالت عليهم الهجوم والشتائم، بينما سخر أخرين منهم، ووصفوهم بأوصاف مهينة.
تردد إعلامي
الإعلام المصري بدا مترددا حيث رحبت بعض وسائل الإعلام وإن بطريقة خفية بالواقعة، فيما هاجمها آخرون، بينما اختار كثير من الإعلاميين المصريين الصمت وتجاهل الواقعة.
ورحبت صحيفة المصري اليوم بالواقعة، حيث أشارت في عنوانها الرئيسي بقولها: “علم «المِثلية الجنسية» يرفرف في سماء القاهرة”، الأمر الذي استقبله المتابعون بغضب واضح في التعليقات.
أما الإعلامي المصري محمد الغيطي قاد هجوماً حاداً، في برنامجه “صح النوم” على الفرقة مستخدماً ألفاظا خارجة عن اللياقة، وقال: “إن الشواذ تجمعوا في مصر… وإن كل هذا الفسق يحصل في بلد الأزهر” .
واعتبر أن المذيع الساخر باسم يوسف هو السبب في ذلك حيث “شجع تلك الفرقة واستضافها في برنامجه من مبدأ إأن يشجع المثلية الجنسية”، وأضاف: “هؤلاء قوم لوط ، ووجه سؤالاً لنقيب الموسيقين في مصر هاني شاكر كيف أعطى تصاريح لهذه الفرقة لتغني في مصر؟”.
أما الإعلامي عمرو أديب تعرض للحفل من خلال برنامجه “كل يوم” وقال انه يعرف ان “المثليين سيقومون بشتمه، لأنه يتعرض لهم في برنامجه وطالما أن هناك مطالبات بحقوق المثليين، فهو أيضا كشخص غير مثلي له الحق بانتقادهم، ولا يجوز أن يقمع لأنه ينتقد حفلة للمثليين تقام في مصر” .
ليست المرة الأخيرة
ولم تكتفِ الفرقة الموسيقية المشبوهة بهذا الفعل، فاستغلت دعم رجل الأعمال الإماراتي المالك للملتقى، بأن دعت لفاعلية جديدة في القاهرة تسمى بـ «معسكر رامبو»، لتشجع المثلية الجنسية وإعداد الناشطين والناشطات فى مجال حقوق وقضايا الأقليات الجندرية والجنسانية.
وأعلنت الفرقة اللبنانية -التي تغنى موسيقى من نوعية روك، مكونة من خمسة أعضاء، تشكلت فى بيروت، عام 2008، أثناء ورشة عمل موسيقية فى الجامعة الأمريكية فى بيروت- أنه سوف يقام التدريب المزعوم فى القاهرة، نهاية العام الجاري.
اضف تعليقا