بدأت قوات يمنية يدعمها التحالف بقيادة السعودية، اليوم “الأربعاء” 13 يونيو، هجومًا على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن.

وقالت الحكومة اليمنية في بيان أصدره مكتبها الإعلامي، إن طائرات وسفن التحالف تنفّذ ضربات تستهدف تحصينات الحوثيين دعمًا للعمليات البرية للقوات اليمنية التي احتشدت جنوبي المدينة المطلّة على البحر الأحمر، بحسب وكالة “رويترز”.

وبدأ الهجوم بعد انتهاء مهلة حدّدتها دولة الإمارات للحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، لتسليم الميناء الوحيد الخاضع لسيطرتهم.

والحديدة أكبر ميناء يمني، وتمثّل شريان حياة لأغلبية سكان البلاد الذين يعيشون في مناطق تحت سيطرة الحوثيين، وتسعى الإمارات إلى فرض سيطرتها عليه.

وقالت الحكومة المعترف بها دوليًا في بيان منفصل نشرته وسائل الإعلام الرسمية اليمنية: “تحرير ميناء الحديدة يُشكّل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية”.

وأضاف البيان: “تحرير الميناء يمثّل بداية السقوط للحوثيين، وسيؤمّن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية”.

وفي منتصف مايو، أعلنت الإمارات، الممسكة بزمام الأمور في الساحل الغربي لليمن، أن قوات موالية لها بدأت معركة لتحرير مدينة الحُديدة ومينائها الاستراتيجي من مسلّحي الحوثي، والاستيلاء عليه، وهو ما واجه رفضاً دولياً ودعوات لوقف التحرّكات.

وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة، الأحد الماضي، بناء على طلب بريطانيا، أحد أعضاء المجلس الدائمين؛ لمناقشة التداعيات الإنسانية للمعارك الدائرة بين الحوثيين والتحالف قرب الحُديدة.

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى خفض التصعيد العسكري في محافظة الحُديدة غربي اليمن، وشدّد على أن المفاوضات بين أطراف الأزمة هي الطريق الوحيد للتوصّل إلى حلّ، وذلك بعد تحرّكات إماراتية جديدة بالمنطقة.

وخلّفت حرب متواصلة في اليمن، منذ أكثر من 3 أعوام، أوضاعاً معيشية وصحية متردّية للغاية، وبات معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.

وتقدّم الإمارات، ثاني أكبر دول التحالف العربي، دعمًاً غير محدود لثلاثة فصائل من القوات اليمنية الموالية لها، بعيدًا عن القوات الشرعية التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وهدأت وتيرة المعارك في الساحل الغربي لأكثر من أسبوع، بعد أيام من تحقيق قوات التحالف تقدّمًا نوعيًا جعلها على بُعد كيلومترات فقط من مطار محافظة الحُديدة الدولي.

لكن المخاوف عادت مجدّدًا بعد إعلان السلطات البريطانية أن الإمارات أمهلت أفراد منظمات الأمم المتحدة وشركاءها في مدينة الحديدة 3 أيام للمغادرة، وفق وسائل إعلام بريطانية.

ومنذ عام 2015، ينفّذ التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن دعمًا للقوات الموالية للحكومة في مواجهة المسلّحين الحوثيين، الذين يسيطرون على محافظات بينها صنعاء، منذ 2014، لكن سلطات أبوظبي حوّرت اهتمامها إلى محاولة توسيع النفوذ.