اعتبر محللون أنه رغم الزيارة التاريخية للملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا،والتي شهدت توقيع صفقات استثمارية ضخمة في مجالات متنوعة، فإن المصالح الخاصة وتحالفات الطرفين المتناقضة في الشرق الأوسط؛ ستعوقإقامة شراكة أكثر عمقا بين الطرفين.

وخلال الزيارة التي تعد الأولى من نوعها التي يقوم بها ملك سعودي لموسكو، اتفق الجانبان على إبرام وتنفيذ صفقات ومشاريع بمليارات الدولارات، من بينها استكشاف وتعاون في مجال الفضاء للأغراض السلمية، والطاقة النووية، والنفط، وتأسيس صندوق استثمار مشترك بين البلدين بملياردولار في مجال التكنولوجيا.

وقال المحلل البارز ميخائيل سوبوتين من معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في الأكاديمية الروسية للعلوم، إن المملكة تحاول من خلال الزيارة البحث عن حلفاء جدد، لتقديم يد المساعدة في صراعها الصعب مع ألد خصومها في المنطقة وهي إيران، وتقويض نفوذ طهران في المنطقة.

وأضاف أن روسيا بدورها تحاول اللجوء إلى حلفاء جادين بعيدا عن أمريكا وأوروبا وتفعيل شراكات قديمة؛ تمكنها من مواجهة العقوبات المفروضة عليها، وفقا لموقع “voanews” الناطق الإنجليزية.

ووفقا للموقع الأمريكي فليس من الواضح أن لروسيا أي تأثير كبير على إيران أو حتى لديها الرغبة للضغط عليها، كما تتعامل روسيا مع إيران في مجال النفط، بجانب التعاون العسكري حيث بدأت العالم الماضي في تسليم صواريخإس -300.

وفي سوريا، تقف الرياض على الجانب المعارض لموسكو وطهران، ويتحالف الطرفان ضد المقاتلين الذي يسعون للإطاحة ببشار الأسد، بما في ذلك المجموعات التي تدعمها أمريكا والمملكة.

وقال سوبوتين: في سوريا هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الرياض وموسكو فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والقضاء على داعش، ولكن المملكة تعد جزءا من تحالف كبير، فيما روسيا على الجانب الآخر تدعم الاسد.

وأشار مراقبون إلى أن الملك في تصريحاته العلنية مع بوتين لم يتطرق إلى مسألة الإطاحة بالأسد من السلطة،ما يدل على تغير في الموقف السعودي في هذا الصدد، بأن تغيير النظام السوري لم يعد هدفه.

وقال محللون إن التدخل العسكري الروسي في سوريا نجح في عدم إلحاق الهزيمة ببشار الأسد، وأظهرت عودة موسكو إلى المسرح العالمي باعتبارها لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط.

نقض الاتفاقات

وذكر الموقع الأمريكي أن انخفاض أسعار النفط وتوثيق العلاقات بين أكبر منتجين للنفط في العالم، أزال المخاوف المتبادلة بالحفاظ على استقرار أسعار النقط، الذي يعد من الأركان الأساسية في اقتصاد البلدين.

لكن الخبيرالروسي في مجال الطاقة ميخائيل كروتيخين يرى أن روسيا لا تحافظ دائما على هذه الاتفاقات لأنها تسترشد بمصالحها الخاصة.

وأضاف كروتيخين أن هناك اتفاقا رسميا محددا يتعلق بتخفيض حجم النفط بين دول مجموعة أوبك، وروسيا وعدد من الدول الأخرى. وهنا تكمن المشكلة، وهي أن روسيا لا تنفذ التزاماتها، وقد زادت من صادرات النفط، بالتالي لم تساعد على إبقاء الأسعار على مستوى عال بل عرقلت تلك المساعي.

وعلى نفس المنوال أكد سوبوتين أن روسيا تسترشد بمصالحها الخاصة، ففي بعض الأحيان انضمت بحكم الأمر الواقع أوبك وأيدت سياسة خفض الإنتاج، وأحيانا كانت أوبك تخفض الإنتاج بينما روسيا كانت تزيد من صادراتها، مضيفا أن هذه المرحلة تشهد تقاربا بين الرياض وموسكو لتزامن المصالح فقط.