في وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت تقارير صحفية أن رسائل واتساب مسربة من هاتف مالكة نادي نيوكاسل يونايتد السابقة أماندا ستافيلي فضحت تدخل محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بشكل مباشر في عملية الاستحواذ على النادي الإنجليزي رغم تأكيد النظام السعودي أنه صندوق الثروة السيادي منفصل ومستقل عن الدولة.
ستافيلي، التي استقالت من مجلس إدارة نيوكاسل في يوليو/تموز بعد بيع أسهمها، توسطت في الصفقة البالغة 305 ملايين جنيه إسترليني مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مما ساعد النادي على البقاء في الدوري في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بعد أن تلقى الدوري الإنجليزي الممتاز ضمانات ملزمة قانونًا بفصل الدولة السعودية عن صندوق الثروة السيادية للمملكة.
نظرًا لأن بن سلمان هو رئيس صندوق الاستثمارات العامة، فقد أثار ذلك دهشة الجميع ونشرت صحيفة التلغراف يوم الأحد رسائل تشير إلى أنه كان المحفز الرئيسي وراء عملية الشراء من قطب التجزئة البريطاني مايك آشلي وسلطت الضوء على مدى تورط حكومة المملكة المتحدة في هذه الصفقة التي لاقت اعتراضات وانتقادات واسعة النطاق من معارضي ومنتقدي سياسة النظام السعودي الحالي القمعية والخانقة لكل أشكال التعبير عن حرية الرأي.
في إحدى الرسائل التي تم تسريبها، حذرت ستافيلي معسكر آشلي من أن “ولي العهد يفقد صبره” وتشير رسالة أخرى إلى محاولات تُبذل من جانبها “لإقناع ولي العهد بعدم الانسحاب”، وفي رسالة أخرى كتبت: “تحدث السفير السعودي في المملكة المتحدة مع ولي العهد هذا الصباح”.
سعى الدوري الإنجليزي الممتاز إلى الحصول على تأكيدات بأن صندوق الاستثمارات العامة منفصل عن الدولة السعودية التي تواجه اتهامات واسعة النطاق بانتهاك حقوق الإنسان، وعلى الرغم من عدم حظر الدول الأجنبية من امتلاك أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان أثار مخاوف جدية بشأن المالكين السعوديين، خاصة بعد أن خلص تقرير لوكالة المخابرات المركزية إلى أن بن سلمان وافق على مقتل الصحفي في صحيفة واشنطن بوست والمعارض السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
وقالت ستافيلي لصحيفة التلغراف من خلال محاميها إنها أشارت إلى بن سلمان فقط بصفته رئيسًا لصندوق الاستثمارات العامة وأن اقتراح رسائلها يثير الشك حول ما إذا كانت التأكيدات بشأن استقلال صندوق الاستثمارات العامة عن الدولة السعودية قد تم الالتزام بها “غير منطقي ومُخطئ”.
في أكتوبر/تشرين الأول 2021، قالت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز إنها “تلقت تأكيدات ملزمة قانونًا بأن المملكة العربية السعودية لن تسيطر على نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم” ووصفت ستافيلي صندوق الاستثمارات العامة بأنه “صندوق استثماري مستقل”.
وردًا على تقرير التلغراف، قال متحدث باسم صندوق الاستثمارات العامة: “في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وبعد تحقيق مطول، أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز أن بيع نيوكاسل يونايتد قد اكتمل بعد تلقي تأكيدات بأن حكومة المملكة العربية السعودية لن تسيطر على النادي. تظل الحقائق والظروف التي تدعم هذه التأكيدات، كما تم تأكيدها في ذلك الوقت للدوري الإنجليزي الممتاز، دون تغيير”.
امتلكت ستافيلي في البداية حصة 10٪ في نيوكاسل، وحاليًا يسيطر الصندوق السعودي على 85٪ وتمتلك شركة تطوير العقارات Reuben Brothers النسبة المتبقية البالغة 15٪.
كانت ستافيلي تريد منذ فترة طويلة الحصول على حصة في نيوكاسل وكانت بحاجة إلى داعمين لتحقيق هذا الهدف، لكن حدث تغيرًا كبيرًا في رأيها عندما حصلت على دعوة لمقابلة ياسر الرميان، محافظ الصندوق السيادي السعودي ورئيس نيوكاسل الآن، على يخت بن سلمان Serene في البحر الأحمر في عام 2019.
ذكرت صحيفة الغارديان في عام 2022 أن حكومة المملكة المتحدة بذلت جهودًا مكثفة لتسهيل استحواذ المملكة العربية السعودية على نيوكاسل. وذكرت صحيفة التلغراف أن ستافيلي أرسلت رسالة إلى فريق آشلي في أكتوبر/تشرين الأول 2020 قائلة: “لا يمكن لمكتب رئاسة الوزراء البريطاني أن يتدخل أكثر مما فعلوه حتى الآن… قال جيري [اللورد جريمستون، وزير الاستثمار البريطاني آنذاك] إنهم بذلوا جهودًا كبيرة وراء الكواليس وأوضحوا تمامًا أن تفضيلهم هو المضي قدمًا في الصفقة، ومن الواضح أنهم يدركون تمامًا الضرر الذي تسبب فيه ذلك والعواقب المترتبة على الاستثمار المستقبلي “.
وقال جريمستون لصحيفة تليغراف إنه كان على اطلاع دائم باستثمارات بريطانية محتملة كبيرة بصفته وزيرا للاستثمار، وقال: “لقد أوضحت للسيد هوفمان [غاري هوفمان، رئيس الدوري الإنجليزي الممتاز آنذاك] أن دوري الوحيد هو تسهيل نقل الأفكار بين صندوق الاستثمارات العامة والدوري الإنجليزي الممتاز، وأنني لم أسع بأي حال من الأحوال إلى المساس باستقلال الدوري الإنجليزي الممتاز الكامل في هذه المسألة”.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا