أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها إصابة 74 فلسطينيا بجراح مختلفة منهم 36 بالرصاص الحي،  إضافة لإصابة 4 مسعفين وصحفيين، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمشاركين في فعاليات الجمعة 67 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.

وأوضحت أن مسعف متطوع في جمعية الهلال الأحمر، أصيب برصاصة مطاطية في القدم أطلقها عليه جنود الاحتلال شرق البريج.

وتواصل مسيرات العودة فعاليتها الشعبية في الجمعة السابعة والستين، وسط تأكيدات أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة المحاصرة والمستمرة، لن تفلح في كسر شوكتها.

تصعيد وغطرسة

“جمعة حرق العلم”؛ هو العنوان الذي اختارته الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار لجمعة اليوم، “ردا على رفع العلم الإسرائيلي في بعض العواصم العربية مؤخرا”.

وأكدت في بيان لها”استمرار مسيرات العودة الجماهيرية، بطابعها الشعبي السلمي حتى تحقق أهدافها بحماية ثوابتنا في العودة وكسر الحصار الظالم عن قطاع غزة”.

وحذرت الهيئة، الاحتلال الإسرائيلي “من التمادي في التصعيد والغطرسة؛ لأن الفوز في الانتخابات الإسرائيلية هذه المرة، لن يكون على حساب دماء أبناء شعبنا في غزة”.

وشددت على عزمها “المضي في طريق استعادة الوحدة الوطنية القائمة على الشراكة واحترام إرادة وأهداف شعبنا، الذي يتوق إلى الحرية وزوال الاحتلال، وهذا يتطلب تنفيذ قرارات المركزي 2015؛ بما فيها إلغاء أوسلو وملحقاته الأمنية والاقتصادية”.

ودعت الهيئة الوطنية، جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات جمعة اليوم من مسيرات العودة، في ساحات الاعتصام الخمس شرق قطاع غزة.

صفقات مشؤومة

من جانبه، أوضح عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر مزهر، للعربي ٢١ أن “هذه الجمعة تحمل العديد من الرسائل،؛ أولها لكل من طبّع واجتمع مع هذا العدو المجرم؛ سواء في ورشة العار بالمنامة، أو فيما بعد في اللقاءات التطبيعية على مستويات مختلفة مع الاحتلال، التي أدت إلى رفع العلم الصهيوني في بعض الدول العربية، وهنا نؤكد أنه لا مكان لهذا العلم في فلسطين ولا في الدول العربية”.

وأضاف “علم الاحتلال مكانه الطبيعي تحت أقدام مقاتلينا وأطفالنا وشيوخنا ونسائنا في غزة المحاصرة؛ التي يعمل العدو على تجويعها من أجل تركعيها كي تقبل بالصفقات المشؤومة”.

وطالب الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، أن “تدوس كل من يرفع العلم الصهيوني؛ الذي يرمز إلى إقامة ما يسمى إسرائيل من النيل إلى الفرات”.

وأكد مزهر، أن “المستهدف ليس فقط الشعب الفلسطيني، بل الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، لنهب مقدراتها وخيراتها وتسخيرها لصالح المشروع الصهيوني في المنطقة”، منوها إلى أن “هذه الجمعة تأتي لتؤكد أن شعبنا مستمر في النضال والكفاح ولن يحيد عن دربه، وسيواصل طريقه باتجاه زوال هذا الاحتلال وكيانه المصطنع”.

وفي رسالته الرابعة، نوه إلى أن “ما يسمى بوزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، الذي يسعى إلى التطهير العرقي للشعب الفلسطيني في لبنان، وتهجيره من جديد وفرض المزيد من المعاناة على شعبنا، نقول له ولكل من يتآمر على شعبنا، هذا الشعب البطل لن يرفع الراية البيضاء، لا في غزة ولا في الضفة، ولا في القدس ولا في لبنان، ولا في أماكن وجوده كافة؛ في الخارج والداخل”.

حروب مدمرة

وذكر عضو الهيئة الوطنية، أن “الشعب الفلسطيني الذي نزح نتيجة العدوان إلى لبنان، هو هناك ضيف حتى تطبيق قرارات الشرعية الدولية بعودتهم إلى ديارهم ومدنهم التي هجروا منها”، معتبرا أنه من “العيب والخزي أن يقدم هذا الوزير على مثل هذه القرارات”.

ولفت إلى أن الرسالة التالية، “تؤكد أن إنهاء الانقسام الأسود، وإنجاز المصالحة المبنية على الشراكة، وعقد الإطار القيادي المؤقت، واستمرار مسيرات العودة ونقلها إلى الضفة الفلسطينية؛ هي المدخل لعودة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، ولمواجهة صفقة القرن والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا”.

 وقال القيادي: “رسالتنا السادسة ونحن ندوس العلم الصهيوني، أن كل التهديدات التي يطلقها من هنا أو هناك المجرم بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال)، أنه يمكن أن يتجرأ على غزة، نذكره فقط أنه لم يفلح في ثلاث حروب متتالية مضت ( 2008، 2012، 2014) ضد غزة، وعليه، فما لم يستطع تنفيذه في هذه الحروب المدمرة، لن ينجح في تحقيقه أبدا، لأن غزة المستمرة في النضال عصية على الكسر”.

وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة شرق غزة التي انطلقت يوم 30 آذار/ مارس 2018، تزامنا مع ذكرى “يوم الأرض”، إلى استشهاد 306 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة”