ترجمة – إبراهيم سمعان

خلال الشهر الجاري رفعت واشنطن حظر سفر مواطني تشاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما خلصت مراجعة أجرتها حكومة دونالد ترامب على مدار ستة أشهر إلى تحسن معايير الأمن في ذلك البلد الإفريقي، حسبما ذكر البيت الأبيض، لكن في حقيقة الأمر ليس هذا هو السبب وراء القرار.

وكانت إدارة الرئيس ترامب قامت في سبتمبر 2017 بإدراج تشاد على قائمة معدلة تضم دولا يشملها أمر تنفيذي بحظر السفر، بعدما قالت إن الحكومة التشادية تقاعست عن إرسال أدلة على اتخاذ إجراءات أمنية كافية لمنع الإرهابيين من السفر إلى واشنطن.

ومع رفع تشاد من القائمة، لا تزال سبع دول؛ هي إيران وليبيا وسوريا واليمن والصومال وكوريا الشمالية وفنزويلا، تخضع لقيود السفر.

موقع “algeriepatriotique” الناطق بالفرنسية كشف في تقرير له السبب الحقيقي وراء رفع هذا الحظر؛ حيث قال الآن نفهم بشكل أفضل لماذا قررت واشنطن إزالة تشاد من قائمة البلدان المعرضة للخطر، والتي يكون مواطنوها بالتالي أشخاصًا غير مرغوب فيهم بالولايات المتحدة.

وأضاف “تم إلغاء القرار بعد بضعة أشهر من دخوله حيز التنفيذ، يبدو أنه من خلال وضع هذا البلد في القائمة السوداء، أراد الأمريكيون على وجه الخصوص الضغط على الرئيس إدريس ديبي للانخراط في الصراع اليمني”.

ووفقا لمصادر في السعودية، تقوم الرياض حاليا بتجنيد الآلاف من المرتزقة التشاديين، وقد توصل السعوديون، حسب المصدر ذاته، إلى اتفاق سري مع نجامينا خلال زيارة الرئيس ديبي إلى الرياض منتصف أبريل الجاري.

وأوضح الموقع “لذلك، أشاد ديبي بجيشه للسعوديين الذين يتورطون أكثر فأكثر في هذا النزاع اليمني”، مشيرا سيكون على التشاديين مهمة دعم الجيش السعودي في العمليات البرية.

هذا الاتفاق قابله تحذير الحوثيين للجنرال ديبي من إرسال قواته لدعم “الغزاة السعوديين”، وهددوا بإطلاق صواريخهم الباليستية على العاصمة التشادية، وفقاً للمعلومات التي قدمها موقع “Tchad actuel“.

ولفت الموقع إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت أيضاً الاستعانة بالمرتزقة الأفارقة لصدّ هجمات الحوثي، موضحا أن أبو ظبي تخطط لتجنيد حوالي 10،000 جندي أوغندي في إطار تنافسها مع السعودية باليمن التي حولوها إلى ركام.

وكان ديبي غادر قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في منطقة الظهران السعودية، عائداً إلى بلاده، عقب مشاركته في تمرين “درع الخليج المشترك 1″، ولكن دون الفرقة العسكرية التي جلبها معه، ما يؤكد أنباء متواترة تحدثت عن استئجار السعودية آلاف الجنود التشاديين.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن لجوء النظام السعودي إلى توقيع هذه الاتفاقية مع تشاد جاء بناء على نصائح غربية دعت ولي العهد محمد بن سلمان إلى تعميق علاقات التعاون بين السعودية ودول القارة الإفريقية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إسرائيل.