رغم مواجهات كأس العالم الصعبة في الدور قبل النهائي يظل خبر رحيل كريستيانو رونالدو عن “ريال مدريد” الإسباني وانتقاله إلى “اليوفينتوس” الإيطالي هو المسيطر على الساحة الكروية.

فمنذ انتشار الأخبار بأن رونالدو سيرحل عن “الريال” إلى “اليوفي” والجميع ينتظر تأكيد الخبر ومنذ أن أعلن عن إتمام الصفقة بشكل نهائي والجميع يتحدث عن رونالدو والأسباب التي دفعته إلى ذلك بعد تحقيق كل هذه الإنجازات مع النادي الملكي.

فالغالبية من عاشقي كرة القدم حزنوا على رحيل رونالدو سواء كانوا من عشاق ومحبين الريال أم لا، حتى أن نسبة كبيرة من عاشقي برشلونة حزنوا على ذلك الخبر، لأنهم يعلمون أن رحيل رونالدو عن الريال سيفقدنا جزء كبير من متعة وشغف الدوري الإسباني -ومباريات الكلاسيكو بشكل خاص- وسيفقدنا المنافسة التي كانت بين رونالدو وميسي نجوم العالم آخر عشرة سنوات في كرة القدم، نعم فالكل له ناديه المفضل والكل منا ينحاز إلى لاعبه المفضل، ولكن لا نحب كرة القدم بدون شغف ومتعة وحماس ومنافسة عالية فالكرة في الأصل خلقت وأحببناها من أجل ذلك.

ولا شك أن جمهور الريال حزين جدا على رحيل رونالدو وأن الموضوع لن يمر بسهولة على عاشقي النادي الملكي وصعب عليهم تقبل الأمر بسهولة وشريط الذكريات سوف يمر أمامهم يومياً والفيديوهات الخاصة بـ “الدون” ستظل منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لفترة طويلة ومنشورات الوداع وصور رونالدو بقميص الريال كل يوم ستراها أمامك في كل مكان، فالموضوع ليس بالأمر السهل أن يُنسى في يوم وليلة، الموضوع عباراة عن 9 سنوات مليئة بالإنجازات والمتعة والحماس والشغف والحب.

عام 2009 جاء رونالدو إلى مدريد والريال كان في حالة صعبه جدا وكان الفريق من الصعب أن يتخطى دور الـ 16 في دوري ابطال أوروبا وكان برشلونة الفريق الخصم في أفضل حالته وكان يستحوذ على معظم البطولات المحلية.

ومنذ قدوم رونالدو إلى الفريق وبدأت الروح تعود إلى الريال وبدأ يعود النادي إلى المنافسات من جديد وجعل النادي الملكي حديث العالم من جديد و دخل في سباق الأرقام القياسيةأ كما كان هو النجم الذي يشرف الفريق في الجوائز كل عام وكان السبب الأكبر في معظم إنجازات الريال في الفترة التي قضاها مع النادي وخصوصا في آخر خمس سنوات.

وجاء رونالدو إلى الدوري الإسباني مع فترة ظهور نجومية ميسي مع برشلونة وكان ميسي في تلك الفترة المستحوذ على كل شيء في إسبانيا، ولا يستطيع أحد منافسته.. والكل كان يتابع ما يفعله ميسي مع برشلونة وأن هذه الموهبة ليس لاعباً عادياً فهذا جاء من كوكب وعالم آخر غير عالم كرة القدم الذي نعرفه ويفعل أشياء في الكرة لم نشاهدها من قبل

حتى انضم رونالدو إلى الريال وتحول كل شيء.. وأصبحت المنافسة مشتعلة وأصبح الدوري الإسباني له طعم ومنافسة وروح مختلفة وجاء الشخص الذي يستطيع إيقاف ومنافسة هذه الموهبة الغريبة وتحول عالم كرة القدم كله إلى “رونالدو وميسي” وأصبحوا يتقاسمون الجوائز آخر عشرة سنوات.

ومنا من يرى ميسي الأفضل ومن يرى كريستيانو الأفضل لكن لا أحد يختلف على نجومية ومهارة اللاعبين وأن الاثنين جعلونا نعيش أفضل شئ في كرة القدم آخر عشر سنوات.

من الطبيعي أن الريال سيمر بمرحلة صعبه ومؤثرة في السنوات المقبلة ولا نعرف هل سيستطيع الفريق على تخطيها أم لا!

لكن نعلم أن رحيل نجم مهم بحجم “رونالدو” وكان له السبب والنصيب الأكبر من البطولات والإنجازات سيؤثر على الفريق، ومن سيكون نجم الفريق الذي سيعوض رحيل رونالدو ويقوم بنفس الدور!

لا نعلم ماذا تخفي الأيام القادمة، لكن نعلم أن كل شئ في كرة القدم وارد وما نتوقعه اليوم ممكن أن يحدث عكسه غداً.

أخيرًا.. لم يرى جمهور النادي الملكي نجمهم المحبوب بقميص الريال الموسم القادم ومن الصعب عليهم تقبل فكرة أن رونالدو رحل عن الفريق ويلعب لفريق آخر ويلبس قميص غير قميص الريال، ومن الصعب تقبل فكرة أن رونالدو لن يكون متواجد في الكلاسيكو الإسباني القادم، وأن الساحة الكروية ممكن أن تعود إلى ميسي وفقط في إسبانيا، وأن السرعات الخارقة والمهارات الرائعة والأهداف الخيالية لن تتكرر مرة أخرى، وأن يلبس لاعب آخر قميص يحمل رقم 7 لكن ليس مكتوب عليه من الخلف “RONALDO” ، وأن من الممكن أن تفعلها القرعة في دوري ابطال أوروبا ويقع الريال مع اليوفينتوس في مجموعة واحدة أو يلتقون في أي دور من الأدوار، أو يلتقي الفريقين في أي مباراة وأن يسجل رونالدو هدف في مرمى الريال ويرفض الاحتفال، فالتفكير في كل هذه الأشياء صعب ومؤلم على عشاق الريال بعد كل هذه الفترة.

انتهت الرواية الأسطورية الجميلة التي لا تتكرر إلا كل بضعة سنين ولكنها حرمت العشاق من النهاية السعيدة الذي كانوا يتمنونها..

انتهت حكاية كريستيانو مع الريال، لكن ستظل عالقة في أذهان وقلوب كل عشاق ريال مدريد.