أوضحت وثائق سرية تم الحصول عليها في أرشيف المملكة المتحدة، أن الحكومة البريطانية كانت على دراية كاملة بقرار إيران “احتلال” الجزر بالقوة العسكرية بمجرد انتهاء الحماية البريطانية، وأنها نبهت حكام الإمارات إلى هذا بوضوح.
وكشفت الوثائق أن بريطانيا أبلغت حاكمي الشارقة ورأس الخيمة قبل عشرات السنين بعزم إيران احتلال الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، لكنهما لم يتحركا.
يذكر أن الجزر الثلاث تقع شرقي الخليج العربي، وتقول الإمارات إنها جزء من أراضيها وتطالب إيران التي تسيطر عليها منذ 1971 بإرجاعها، في حين تؤكد طهران أن ملكيتها للجزر غير قابلة للنقاش.
الجزر الثلاث
ورغم صغر مساحة الجزر الثلاث؛ فإن أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية كبيرة جدا وهي سبب النزاع عليها، إذ تقع في منطقة حساسة من الخليج وتوجد بالقرب منها الممرات الآمنة للملاحة البحرية فيه.
كما تشرف الجزر الثلاث على مضيق هرمز، الذي يمر عبره يوميا حوالي 40% من الإنتاج العالمي من النفط، ومن يتحكم في هذه الجزر يسيطر على حركة المرور المائي في الخليج.
وبحكم هذا الموقع الجغرافي؛ فإن الجزر الثلاث صالحة للاستخدام العسكري؛ ما يجعلها مركزا ملائما للرقابة العسكرية على السفن التي تعبر الخليج، فيما يمكن استخدام سواحلها كملاجئ غواصات وقواعد إنزال آمنة، لكون مياهها عميقة وتصلح لإقامة منشآت عسكرية.
ومن الناحية الاقتصادية؛ فإن هذه الجزر تزخر ببعض الثروات الطبيعية المهمة مثل: البترول، وأكسيد الحديد الأحمر، وكبريتات الحديد، والكبريت.
نزاع الإمارات وإيران
وبحسب الوثائق، التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن بريطانيا تقر منذ عشرات السنين بسيادة الشارقة ورأس الخيمة على الجزر، لكنها وجدت، أنه لا بد من إنهاء هذه القضية التي تشكل مصدر احتكاك، ولذا استخدمت أقصى ما بوسعها بحثا عن حل بالاتفاق بين الإيرانيين والعرب.
وانتهى الأمر، بحسب الوثائق، إلى أن الإيرانيين قرروا أخذ الجزر بالقوة، وفشلت مساعي بريطانيا لإقناع حاكمي رأس الخيمة والشارقة، كما أكد شاه إيران آنذاك أنه لن يقبل أي درجة من درجات الاعتراف بسيادة عربية على الجزر.
إذ أشارت إلى أن بريطانيا درست شراء تلك الجزر وإهدائها لنظام الشاه أو تأجيرها له، بهدف تسوية النزاع وضمان الاستقرار في المنطقة.
ويتهم حكام الإمارات المتعاقبين بالصمت والضعف أمام بسط إيران لسيطرتها على الجزر، في ظل خوف النظام الإماراتي من بطش الإيرانيين واكتفائه بالإدانة مع كل تحرك من طهران.
اضف تعليقا