العدسة – معتز أشرف:

برزت صحيفة الصنداي تايمز المملوكة لامبراطور الاعلامي الصهيوني روبرت مردوخ وابنه جيمس المعروفان بعدائهما للعرب والمسلمين، في الحملة الاماراتية ضد تنظيم قطر لمونديال 2022 ، عبر حملة اكاذيب ممنهجة واشاعات فشلت ولازالت بحسب مراقبين .

“العدسة” يفتح ملف ” مردوخ” الأسود الذي يكشف دعمه المطلق للكيان الصهيوني وسقوط في أعمال المافيا في اوساط الاعلام ، ويسلط الضوء على اسباب تحالفه مع محمد بن زايد ضد قطر.

قطب صهيوني  !!

لم يذهب ولي عهد أبو ظبي بعيدا في خصومته مع قطر عن اصدقائه الصهاينة ، حيث وجد في قطب الاعلام الصهيوني البارز روبرت مردوخ بغيته ، استنادا لامبراطوريته الاعلامية التي تشبه بحسب المراقبين المافيا ، بحكم دوائرها المشبوهة وعلاقاتها الوثيقة مع الكيان الصهيوني.

اسمه كيث روبرت مردوخ ( من مواليد 11 مارس 1931)، ويعتبر قطب من أقطاب التجارة والاعلام الدولي، وحائز علي صليب مرتبة القديس جورج الأكبر ، ومعروف في الاوساط الاعلامية بأنه منصاته الاعلامية جميعا تناصر بشكل مطلق دولة الاحتلال الصهيوني بناء علي عداء شديد للقضية الفلسطينية، تعتبر شركة نيوز كوربوريشن التي يمتلكها ثاني أكبر تكتل لوسائل الإعلام في العالم.

ويملك النيويورك بوست الاميركية والتايمز والصن الإنجليزية ويسيطر على شبكة فوكس نيوز وينزع مردوخ بحسب شهادته الخاصة إلى اتجاه موال لدولة الاحتلال الصهيوني وداعم لها ، وله علاقة وثيقة مع الإيدولوجيا الصهيونية المناصرة لفكرة إقامة موطن لليهود في فلسطين ، ، وكان لمنصاته موقف داعم للعدوان الأمريكي علي العراق والذي استعمل في وقتها مردوخ نفوذه الاعلامي لتأليب الرأي العام ضد العراق وإنشاء أرضية شعبية لخطط جورج بوش الابن ووزارة دفاعه ، بحسب تقارير عدة ، كما له علاقات تجارية واسعة مع الامير السعودي الوليد بن طلال له دخل فيها إبنه جيمس مردوخ، فلهم شراكات تجارية في النيوز كوربوريشن ومجموعة روتانا، حيث دخل مردوخ السوق الاعلامي العربي صراحة وشريكاً عبر استثماره في روتانا، وقد وصف الوليد بن طلال روبرت مردوخ بالصديق الحميم، فيما وصفته صحيفة الاتحاد الاماراتية الرسمية في حفاوة بأنه “قيصر محارب في ميادين الاعلام” .

ويعرف عن مردوخ عدائه الفج للعرب والمسلمين ، وفي أعقاب الهجوم المسلح على صحيفة شارلي إبدو، في يناير 2015، غرّد مردوخ من حسابه على تويتر صباح السبت تعقيباً على الحادثة محملاً جميع المسلمين المسؤولية عنهاقائلاً: «قد يكون معظم المسلمين مسالمين، لكن يجب محاسبتهم حتى يدركوا ويدمروا سرطان الإرهاب المستمر في النمو بينهم».

فضيحة التنصت

الفاسد لا يستعين الا بفاسد مثله ، وبرزت اوجه فساد ربروت مردوخ الاعلامي بوضوح في العام 2011 ، حيث سقط  مردوخ في فضيحة اخلاقية اعلامية واسعة النطاق ، وهي فضيحة التنصت على هواتف شخصيات بريطانية من جانب صحيفة “نيوز أوف ذا وورلد” المملوكة لقطب الإعلام اليمني المتطرف روبرت مردوخ (قبل إغلاقها) إلى زعزعة ثقة البريطانيين ليس فقط بالإعلام البريطاني، بل أيضاً بالسياسيين البريطانيين، وحتى بجهاز الشرطة البريطانية، حيث تبين أن الصحيفة مارست على مدى سنوات طوال عمليات تجسس منظمة على هواتف معظم الشخصيات الاجتماعية والفنية والسياسية والاقتصادية في بريطانيا.

وقد بلغت الفضيحة حداً جعل آلاف البريطانيين يتظاهرون في شوارع لندن ضد السيطرة الأجنبية على الإعلام البريطاني، ويطالبون بتحقيق مستقل في الفضيحة، كما بلغت حداً حزب العمال البريطاني المعارض يطالب بالعمل على الحد من سيطرة قطب الإعلام الشهير روبرت مردوخ على سوق الإعلام في بريطانيا.

واستدعي مردوخ للشهادة امام النواب العشرة الاعضاء في لجنة الاعلام في مجلس العموم البريطاني برفقة ابنه جيمس (38 عامًا) ومنذ ذلك الحين، لم تكفّ الفضيحة عن التضخم. واصبحت مجموعة ميردوخ مستهدفة او مهددة بتحقيقات في بريطانيا واستراليا والولايات المتحدة.

 “اسرائيلي ” بالفطرة !

وشكلت الشراكة بين مردوخ والوليد بن طلال تحرك واسع من قبل رافضي التطبيع في الوطن العربي ، بسبب وجود إمبراطور الإعلام الصهيوني، روبرت مردوخ، الذي يوصف بأنه صهيوني بالفطرة ، كما تصدرت شركته “نيوز كوربوريشن” التي تصف بأنها إحدى أكبر وأخطر شركات الإعلام والسينما في الولايات المتحدة والعالم، قوائم المقاطعة العربية للكيانات الداعمة لدولة الاحتلال.

ويشن رافضو التطبيع في الوطن العربي حملات متواترة بين الحين والآخر ضد روبرت مردوخ، كانت اشدها مع الشراكة مع الوليد بن طلال في روتانا معتبرين ان رجل الاعمال الاسترالي المعروف بدفاعه الشديد عن اسرائيل اصبح قادرا على دخول كل بيت عربي، وصياغة وعي الاجيال القادمة من خلال فن مدجن يملي على ابنائنا الرؤية الصهيونية لتاريخنا وصراعنا العادل من اجل الأرض”.

و”مردوخ” كان الصديق مقرب لآرييل شارون، وكشف سام كيلي الصحافي المخضرم في جريدة «التايمز» البريطانية، سابقا والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، عن رفضه تناول قصة قتل قوات الاحتلال للطفل الفلسطيني الايقونة محمد الدرة ودعمه للقتلة.

وفي 15 أكتوبر من عام 1982، أي بعد مرور شهر على مجازر آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صابرا وشاتيلا في بيروت، بأمر مباشر وزير الدفاع الصهيوني وقتها آرييل شارون، قابل مردوخ شارون، وقيل إن السبب دفع عملية السيطرة على عقارات الضفة الغربية، وقال مردوخ عن الجولة مع محرريه القادمين من نيويورك ولندن : «أخذتهم في جولة جوية فوق إسرائيل على متن طائرة مروحية عسكرية حلقت فوق مرتفعات الجولان والمستوطنات».

وفي حديث لمردوخ في 29 أبريل 2001 من خلال حملة لجمع التبرعات لمتحف «التراث اليهودي – تذكرة حية لمحرقة الهولوكوست»، قال: «كنت ومازالت أؤمن بمستقبل إسرائيل”.

حصار قطر والمونديال !

يركز مردوخ جهوده منذ وقت مبكر لحصار قطر والمونديال ، ووفق صحيفة «الجارديان» البريطانية ، كشف روي جرينس لاند، أستاذ الصحافة في جامعة سيتي البريطانية ورئيس تحرير صحيفة «ديلي ميرور» السابق، في 2014 عن أن قطب الإعلام اليهودي روبرت مردوخ مالك صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية يحرص على مهاجمة قطر وترويج الشائعات ضدها عبر صحيفته، أملاً أن تغير الفيفا رأيها، مشيراً إلى أن تنظيم بطولة كأس العالم 2022 في الشتاء من شأنه أن يسبب خسائر مالية للشركات ووسائل الإعلام والقنوات الرياضية التي يمتلكها مردوخ.

وقال جرينس لاند في مقاله المهم : إن مردوخ يروج نظريات المؤامرة، كونه أحد أقوى أباطرة الإعلام في العالم، لافتاً إلى أن صحيفته «صنداي تايمز» تنشر صفحات وصفحات حول مزاعم تشكك في منح تنظيم بطولة كأس العالم 2022 لقطر، مشيراً إلى أن تنظيم هذا المونديال في الشتاء من شأنه أن يتعارض مع مجموعة كاملة من المواسم الرياضية، مما يهدد قنوات مردوخ بخسائر تقدر بمليارات الدولارات، بسبب فقدان حقوق البث ومنها : حقوق «بي سكاي بي» في الدوري البريطاني، وحقوق «Fox» في مونديال 2022، ودوري كرة القدم الأميركي، وسباقات ناسكار، وبطولات أميركا الجنوبية «كوبا ليبرتادوريس»، وكلها مسابقات تجري في فصل الشتاء.

وأضاف أن المنافسة من قناة «BeIN» الرياضية القطرية تشكل تهديداً متنامياً لمصالح مردوخ، مشيراً إلى أن «BeIN» تمتلك بالفعل حقوق بث بطولات دوري كرة القدم بما في ذلك كأس العالم في الشرق الأوسط وإفريقيا، وحقوق بث دوريات إسبانية وإيطالية وفرنسية في الولايات المتحدة، وبعض منها كان مملوكاً في الماضي لقناة «Fox» الرياضية، مشددا علي أن تنظيم كأس العالم 2022 في قطر في فصل الشتاء سيكون مدمراً جداً لمصالح مردوخ، لذا من الصعب تصديق مزاعم «صنداي تايمز»، ولا أحد يعرف كيف حصل مراسلوها على ملايين الوثائق، وبالتالي من السذاجة الاعتقاد بأن مردوخ حصل عليها وقام بتمريرها.

هذه التفاصيل المهمة تكشف سر انتقام الثنائي زايد – مردوخ من قطر ومونديال 2022 ، والتقرير الاخير الذي نشر قبل أيام في صحيفة صنداي تايمز البريطانية التي يمتلكها مردوخ وبها عدد من الاشاعات والاكاذيب حول مونديال 2022 ، وهو ماردت عليه قطر بالتفاصيل ورفضته جملة وتفصيلا، ووفق معلومات موثقة فإن تقرير الصنداي تايمز الأخير مدفوع الاجر بسعر وصل إلى 2 مليون جنيه استرليني مقابل وضع هذا التحقيق السلبي عن ملف 2022 القطري.