زار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد سلطنة عُمان في نهايات شهر سبتمبر الماضي في أول زيارة رسمية بعد تنصيبه رئيساً خلفاً لأخيه الأكبر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

تحدث الإعلام الرسمي الإماراتي عن أن الزيارة تأتي في إطار الجهود والمصالحة التي تقوم بها دولة الإمارات للتقارب مع جيرانها من الدول العربية، لكن ما يخفيه محمد بن زايد أكبر من ذلك.

اختلفت الآراء حول ما يضمره محمد بن زايد الذي عُرف وأخوته بالسعي نحو زعزعة استقرار الدول ومحاولة فرض السيطرة عليها أما بالقوة والسلاح كما في اليمن أو بالمال والنفوذ كما في مصر أو حتى بدعم الفصائل المتمردة كما هو الوضع في ليبيا.

ذهب البعض إن الغرض وراء الزيارة هو جذب سلطنة عمان إلى مستنقع التطبيع حيث أن الإمارات باتت تعمل كوكيل لدولة الاحتلال في منطقة الشرق الأوسط والبعض الآخر ذهب إلى أنها خطة إماراتية للسيطرة على الاقتصاد العُماني.. فما هو الغرض من زيارة محمد بن زايد لسلطنة عمان؟!.

نظرة تاريخية 

شهدت العلاقات بين الإمارات وسلطنة عُمان حالة من التوتر منذ نشأة الدولة الإماراتية بسبب الأزمات الحدودية بين البلدين، ما دعى مسقط لرفض إقامة علاقات دبلوماسية بينهما ولم يكن لها سفير بأبوظبي.

على الرغم من ذلك إلا أن الإمارات دعمت السلطان قابوس في حربه ضد المتمردين ولكن الأخير كان يرى أن ذلك نوع من محاولة السيطرة وفرض النفوذ، لكن العلاقات ساءت بشكل كبير بعد إبرام الإمارات اتفاقية حدودية مع المملكة العربية السعودية وعلى أثرها استحوذت الإمارات على أجزاء من الأراضي العمانية.

مع صعود بن زايد تبني سياسة التدخل في الدول الخارجية وزعزعة استقرارها وفي تلك الأثناء عثرت السلطات العمانية على شبكة تجسس استهدفت حكومة عمان وأفراد من الجيش عام 2011، وأعلنت السلطنة أن هؤلاء الأفراد تابعين لدولة الإمارات والتي نفت ذلك.

في عام 2018 مع افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي استفز الإماراتيين السلطنة مرة أخرى بعرض خريطة تظهر محافظة مسندم العمانية ضمن حدود الإمارات وهو ما احتجت عليه السلطنة.

لم يمر عام على تلك الحادثة حتى حكمت محكمة عمانية على 4 إماراتيين بالسجن بتهمة التجسس واستهداف النظام الحاكم في سلطنة عمان، كما أعلن السلطان قابوس عن قرار يقضي بعدم تملك غير العمانيين الأراضي في عدد المحافظات بسبب ملاحظة السلطات العمانية تملك عدد كبير من الإماراتيين بمحافظات السلطنة.

الطمع الإماراتي 

تطمع الإمارات بقيادة محمد بن زايد في ثروات سلطنة عمان كما طمعت من قبل في ثروات اليمن والتي تعتبر محل خلاف بين البلدين، بيد أن الإمارات تحاول التدخل في محافظة المهرة اليمنية التي تقع على الحدود مع عمان وترتبط به تاريخياً وثقافياً.

علاوة على ذلك فإن الإمارات وقعت عدة اتفاقيات اقتصادية مع السلطنة التي تواجه أزمات اقتصادية، حيث أن اقتصادها يعد الأضعف في منطقة الخليج، كما أنها تعاني من أزمة بطالة مرتفعة بلغت 25%، ما اضطر الحكومة بالتعهد بخلق 25 ألف وظيفة بعد ما تخطت نسبة البطالة بين الرجال 50% والنساء 70%.

الخلاصة أن الإمارات تطمع في زيادة نفوذها في عُمان عن طريق الاستثمار في الأزمات العمانية، وتصدر للإعلام فقط شعارات الجيران والوحدة العربية وهي بعيدة كل البعد عن تلك القيم والمبادئ.

اقرأ أيضاً : سعيًا لتخريب المنطقة.. الإمارات تبني جيش من المرتزقة الأمريكيين المتقاعدين