قام الفريق عبد الفتاح السيسي بتنفيذ انقلاب عسكري مكتمل الأركان في مصر بمساعدة دولتي الإمارات والسعودية وكذلك الاحتلال الإسرائيلي للإطاحة بالرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي.

اعتمد السيسي في انقلابه على عدد من أعضاء المجلس العسكري وغيرهم وقام بالإطاحة بهم جميعاً بعد توليه منصب رئيس الجمهورية رسمياً ماعدا شخص واحد ظل معه منذ اللحظة الأولى.

هذا الرجل هو وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي وصل للمنصب في يونيو 2014 بالتزامن مع اعتلاء قائد الانقلاب السلطة وعلى الرغم من فشله في العديد من الملفات إلا أن السيسي لا يزال متمسك به.

خرج سامح شكري بتصريحات سببت غضب عارم في مصر بعدما قام بمهاجمة حركة المقاومة الإسلامية حماس قائلاً أنه يجب محاسبة من داعمها وزاعماً أنها لا تعبر عن الشعب الفلسطيني ولا تلقى إجماعاً منه.

الترويج للانقلاب 

تطاول الوزير المصري على حركة حماس التي فازت بانتخابات حقيقية في عام 2006 وقام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن بإلغاء انتخابات عام 2021 خشية اكتساح حماس للانتخابات.

لكن الوزير المسؤول في حكومة الانقلاب لا يعرف سوى الحكم الديكتاتوري ولا يعرف الانتخابات وأهميتها للشعوب لذلك ادعى أن حماس لا تلقى إجماعاً من الشعب الفلسطيني تماماً مثلما يدعي أي مسؤول إسرائيلي.

وعلى الرغم من مرور أكثر من 10 سنوات لشكري في المنصب لا يتذكر الشعب المصري له أي نجاحات تذكر سوى أنه روج للانقلاب العسكري في البلدان الأفريقية وبعض الدول الأوروبية.

 

فشل في إدارة الملفات 

واجهت مصر العديد من التحديات الخارجية في عهد شكري وقد فشلت فيها جميعاً بدءاً من ملف المصالحة الفلسطينية مروراً بالملف الليبي وكذلك الأزمة السودانية التي تدور رحاها الآن.

لكن كل هذه الملفات لا ترتقي إلى درجة وأهمية ملف سد النهضة الإثيوبي حيث ظهر شكري ورفاق السيسي عاجزون عن إيجاد أي حلول في ظل خطورة الملفات على الأمن القومي المصري.

نفذت إثيوبيا جميع مراحل المليء في عهد شكري الذي حاول التفاوض في أحيان وهدد في أحياناً أخرى دأبه دأب السيسي لكن الخاسر الأهم في ذلك الملف كانت الدولة المصرية والشعب المصري.

الخلاصة أن شكري فشل في إدارة جميع الملفات ولأنه نابع من رحم دولة الديكتاتورية لا يعرف معنى فوز حماس بالانتخابات وقد تبنى الرواية الإسرائيلية وهاجم الشرفاء الذين يدافعون عن وطنهم ضد الاحتلال.

 

اقرأ أيضًا: لن يتركوه يسقط.. لماذا تتحرك قوى إقليمية ودولية لإنقاذ السيسي؟!