في سبتمبر 2020 فجر الفنان والمقاول المصري محمد علي مفاجأة عبر مجموعة فيديوهات تحدث فيها عن حياة السيسي الفارهة بين القصور والاستراحات التي يبنيها من أموال الشعب داعياً المصريين لإحياء ثورتهم ضد قائد الانقلاب.
ليخرج بعدها رأس النظام المصري مكابراً متفاخراً بقوله ” قالوا إني بعمل قصور رئاسية أنا بعمل وهعمل وهعمل” في تحدي واضح منه للمصريين والحالة المتردية الاقتصادية التي يعيشونها في عهده.
ولعل ما تحدث عنه المقاول المصري هو شئ قليل من الذي شيده السيسي لنفسه من أموال المصريين، وسط تعتيم إعلامي حول نفقات رأس النظام المستبد، والتي اتضحت عندما قام الأمن المصري بالقبض على شاب التقط صورة بجانب قصر السيسي بالعاصمة الإدارية الجديدة التي بدأ ببنائها قائد الانقلاب.
ولقد تحدثت صحف عالمية عن إهدار السيسي لأموال المصريين في العاصمة الإدارية الجديدة التي بناها خارج حدود القاهرة لتصبح بمعزل عن المصريين بمبلغ ضخم.. فكيف استنفذ السيسي خزينة المحروسة في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة؟!.
الفرعون الجديد
أصدرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً تحت عنوان “عاصمة تذكر بصعود الفراعنة في مصر ولكن ما هو الثمن؟!”، والتي تطرقت فيه إلى المشاريع العملاقة التي أقامها السيسي بأموال المصريين وسط أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالدولة المثقلة بالديون.
لفت التقرير إلى أن السيسي شرع إلى بناء عاصمة جديدة خارج حدود العاصمة المصرية القاهرة وقام ببناء هرم بلوري، وقصر ضخم على شكل قرص والذي يشبه الرموز الفرعونية وأسس فيها أطول ناطحة سحاب في قارة إفريقيا، بمجموع تكلفة تخطت 59 مليار دولار.
لكن تلك المباني الفارهة في الصحراء لم تنسِ المصريين مرارة العيش الكادح التي يحيونه في عهد عبد الفتاح السيسي، حيث اقترضت مصر قروضاً اقتربت إلى 20 مليار دولار ما كبدها سياسات تقشفية صارمة راح ضحيتها المواطنين المطحونين.
وفي فبراير من العام الجاري اندلعت أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أثرت بالسلب على الاقتصاد المصري الذي يعاني بالضرورة منذ أن جاء السيسي بقوة السلاح إلى سدة الحكم، لكن تلك الأزمة التي هزت العالم دفعت قائد الانقلاب إلى الاقتراض من جديد، وذلك عن طريق صندوق النقد الدولي مرة أخرى.
والشاهد من الأمر أن السيسي الذي يحاول إنقاذ الاقتصاد الذي يغرق ببطء من أين له أن يتم بناء العاصمة الإدارية الجديدة، وهو يحاول اقتراض الأموال من أجل سداد فوائد الديون المتراكمة على مصر، والذي تسبب فيها هو إما بالاستثمار في مشاريع فاشلة أو أهدرها في القصور والبذخ والترف.
خطر العاصمة الإدارية الجديدة
استنفذ السيسي خلال بناءه العاصمة الإدارية خزينة الدولة المصرية علاوة على ذلك فقد توجه لتمويل بعض الدول التي قوضت القرار المصري بشكل كبير كدولة الصين والإمارات الداعمين لبناء سد النهضة الخطر الجاثم على صدور المصريين.
ولذلك لم يتخذ السيسي أي خطوات ضد السد خشية غضب تلك الدول التي بات يقتات على أموالها، إضافة لذلك فإن العاصمة الإدارية تهدد خطر إستراتيجي كبير على الدولة المصرية بشكل عام.
تحدث بعض الخبراء عن خطر العاصمة الجديدة والتي بموجبها سيقوم السيسي بنقل كل الأعمال الرئاسية والإدارية إلى خارج العاصمة الأصلية القاهرة ويضعها في منأى بعيد في الصحراء وهذا ما يعرض الدولة للخطر في حال اندلاع حرب مع العدو الصهيوني، فيسهل عليه عسكرياً السيطرة على العقل المدبر الذي يدير الدولة.
لكن على الأرجح أن السيسي الذي اعتاد إقامة المشاريع دون دراسة جدوى، قام ببناء تلك العاصمة الجديدة من أجل تحصين نفسه من خطر اندلاع ثورة ضده، فهو يحيط نفسه بحاشيته فقط في العاصمة الإدارية ويفرض عليها حراسة مشددة وبمجرد الانتهاء من الأعمال الإنشائية فيها سوف ينقل إليها جميع المؤسسات لتصبح في معزل عن المصريين، ليبقي السيسي وحاشيته وأغنياء الدولة بمكان ويقبع الشعب المصري في زحام القاهرة بعيداً عن الجنرال المستبد.
اقرأ أيضاً : العلاقات المصرية الإماراتية هيمنة تامة للسيطرة على القرار السياسي!
اضف تعليقا