ظهر حساب منسوب للمستشار السابق بالديوان الملكي “سعود القحطاني” على موقع “تويتر”، وعاد إلى التغريد من جديد، بعد يوم واحد فقط من تبرئة القضاء السعودي له، من تهمة المشاركة في اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، الذي تم اغتياله في قنصلية بلاده باسطنبول التركية في أكتوبر 2018.

وغرد الحساب بقوله: “عدنا والعود أحمد”، حيث حمل الحساب الذي تم إنشائه الثلاثاء، ذات صورة “القحطاني”، التي كانت على حسابه السابق.

وفي تغريدة أخرى، أضاف الحساب: “في عز سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، لا يظلم أحدا.. قضائنا عادل وشامخ لا تهزه رياح المنتقدين”.

وبث التلفزيون السعودي الرسمي، الثلاثاء، تقريرًا احتفائيا بسيرة “القحطاني”، مستعرضا الشهادات التي حصل عليها “القحطاني”، المعروف بقربه من ولي العهد “محمد بن سلمان”،  والمناصب التي شغلها، متجاهلا الأمر الملكي الصادر بإقالته عام 2018.

وتعد هذه هي السابقة الأولى من نوعها التي يتجاهل فيها التلفزيون الرسمي، أوامر ملك سعودي، وهو لا يزال على قيد الحياة، وفق متابعين.

والإثنين، أصدرت محكمة سعودية حكما أوليا في قضية اغتيال “خاشقجي” بإعدام 5 أشخاص (لم تسمهم) من بين 11 متهما، كما عاقبت 3 مدانين منهم بأحكام سجن متفاوتة تبلغ في مجملها 24 عامًا، وقضت بعقوبة تعزيرية على 3 آخرين لعدم ثبوت إدانتهم؛ ما يعني تبرئتهم.

وأعلنت النيابة السعودية، خلال مؤتمر صحفي، أن المحكمة الجزائية بالرياض برأت “سعود القحطاني”، لعدم توجيه تهم إليه، و”أحمد عسيري” النائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودية لعدم ثبوت تهم عليه، و”محمد العتيبي” القنصل السعودي السابق بإسطنبول، الذي أثبت تواجده في مكان آخر وقت مقتل “خاشقجي”.

واعتبر متابعون أن التقرير يأتي في إطار التمهيد لإعادة “القحطاني” مجددا إلى منصب في الدولة بعد “تبرئته” من تهمة المشاركة في اغتيال “خاشقجي”.

ولـ”القحطاني” سجل انتهاكات كبير، وفق تقارير حقوقية دولية. ففي شهر يونيو/حزيران الماضي، كشف تقرير للأمم المتحدة أن “القحطاني” لعب “دورا أساسيا” في احتجاز رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري”، واستجوابه عام 2017، وفي تعذيب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء بالسعودية، في مقدمتهم “لجين الهذلول”.

كما يُعرف “القحطاني” بأنه مهندس الجيش الإلكتروني السعودي (الذباب الإلكتروني)، وهي لجان إلكترونية تظهر موالاة نظام المملكة وتهاجم من يعارضه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي وقت سابق، أفادت تقارير صحفية غربية بأن “القحطاني” لا يزال يحظى بنفوذ داخل الدائرة المقربة من ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، وعلى اتصال دائم به، كما لا يزال يصدر توجيهات لوسائل الإعلام السعودية، كما كان عليه الحال تماما قبل إعلان الرياض عزله من منصبه السابق، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، عقب اتهامه في قضية قتل “خاشقجي”.