قال سفير تركيا لدى دولة قطر “فكرت أوزر”، إن هناك عدد من الاتفاقيات الجديدة التي سيتم توقيعها بين أنقرة والدوحة خلال زيارة الرئيس “رجب أردوغان” المرتقبة لقطر.

ولفت “أوزر” أن “الاتفاقيات تتنوع مجالاتها وتخصصاتها ومنها التعاون الصناعي والثقافي والصحي والتخطيط المدني والملكية الفكرية”.

وأضاف أن “الزيارة (التي تبدأ الإثنين) ستكون بمناسبة انعقاد الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا التي يتم انعقادها بالتبادل سنويا بين البلدين”. 

وتأسست “اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا”، عام 2014، واستضافت الدوحة دورتها الأولى، في ديسمبر/كانون الأول من العام التالي.

وعقدت اللجنة 4 اجتماعات، مناصفة بين قطر وتركيا، نتج عنها إبرام 45 اتفاقية في مجالات متنوعة.

وأكد “أوز” أن “اللجنة على مدار دوراتها الأربع الماضية ساهمت في نقل العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا إلى مصاف الشراكة الاستراتيجية الشاملة”.

وتشهد العلاقات التركية القطرية تطورا متناميا وتعاونا متواصلا على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير بين البلدين واتفاق في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط.

تنسيق مستمر

السفير التركي لفت إلى أن “أنقرة والدوحة بينهما تنسيق دائم في العديد من الملفات على رأسها السياسي والوضع في المنطقة”. 

وأشار إلى أن “البلدين لديهما رؤى متطابقة في العديد من الملفات، وعلى رأسها القضيتين السورية والفلسطينية”. 

واعتبر “أوزر” أن “الأوضاع التي تجري في المنطقة ساهمت في رفع مستوى التنسيق والتعاون بين البلدين في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والتجارية والاستثمارية”.

ونفى السفير التركي “ما أثير حول تراجع الدوحة عن التزاماتها وتعهداتها بدعم الاقتصاد التركي”؛ مشيرا إلى أن “هناك عددا من المشاريع الجديدة في تركيا تمولها قطر”.

التجارة والاقتصاد

وقال “أوزر” إن “العلاقات القطرية التركية ‏قوية، والتبادل التجاري يشهد نموا مطردا ووصل 2.4 مليار دولار نهاية 2018”. 

وأضاف: “بلغت صادراتنا لقطر ‏‏1.362 مليار دولار، وهذا العام حتى سبتمبر/أيلول بلغت 838 مليون دولار، بزيادة ‏‏8.7% مقارنة بالفترة نفسها عن السنة الماضية”. 

وأكمل: “في حين بلغت الصادرات ‏القطرية إلى تركيا 1.53 مليار دولار نهاية عام 2018، ووصلت حتى سبتمبر 209 ملايين دولار”.

وأكد “أوزر” أن “الاستثمارات القطرية في تركيا مستمرّة، و‏القطريين اشتروا عقارات كثيرة، مثل الفنادق والمنتجعات والشقق.

إذ اشترى القطريون 764 عقارا في تركيا، خلال العام الماضي، و332 عقارا خلال ‏الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري بزيادة 69% مقارنة بالفترة نفسها من ‏العام الماضي.

وتابع: “يتوقع زيادتها 100% وصولا إلى نحو 1500 عقار هذا العام”.

وفي قطاع السياحة، قال “أوزر” إن “عدد السياح القطريين إلى تركيا بلغ 97 ألفا في 2018، مقارنة بـ46 ألفا نهاية 2017”.

وتوقع السفير التركي أن “يرتفع عدد السياح هذا ‏العام بنسبة 30% على الأقل”، مشيرا إلى أن الخطوط القطرية تسيّر رحلات إلى ‏ثلاثة مطارات تركية، إلى جانب رحلات شركة بيجاسوس والخطوط ‏التركية.

 

علاقات ليست وليدة اليوم

السفير التركي أشار إلى أن “العلاقات التركية القطرية ليست وليدة اليوم بل ترجع إلى نهاية القرن التاسع عشر، وأن علاقة مؤسس قطر كانت جيدة مع السلطات العثمانية”.

وتابع: “ظلت العلاقات التركية القطرية قائمة بكثير من الود والترحاب بعد المؤسس مع ابنه الشيخ عبد الله بن جاس حتى 1913 وقد حاول الشيخ ساعتها تأخير مغادرة الجنود العثمانيين لقطر كما تقتضي اتفاقيات الصلح الموقعة مع الانجليز”.

وأضاف: “وقد حدث انفصال بعد انهيار الدولة العثمانية، لكن العلاقات عادت في عام 1979 مع الجمهورية التركية لتشهد تطورا ملحوظا في تسعينيات القرن الماضي”.

وأكمل: “ثم شهدت قفزة نوعية مع تركيا حاليا؛ وذلك بسبب العلاقات الأخوية التاريخية والمصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين”.