كشف معتقل سوري سابق أن نظام بشار الأسد يستغل ملف المعتقلين للحصول على أموال من العائلات.

قال المعتقل السابق محمد شاليش، من مدينة صور بريف محافظة دير الزور شرق سوريا، إنه خرج من السجن مؤخراً بعد حبسه 3 سنوات، مقابل دفع مبلغ كبير رغم مرسوم العفو الذي أصدره رئيس النظام بشار الأسد.

وأوضح شاليش، أنه ومع تدهور الوضع الاقتصادي، فقد قرر في عام 2019 الذهاب إلى لبنان للعمل، ولكي لا يقع في قبضة قوات النظام اتفق هو وأصدقاؤه مع مهرب لكي يعبر بهم الحدود إلى لبنان.

وأوضح أن قوات النظام ألقت القبض عليهم خلال لقائهم مع المهرب في دمشق، وألقوا بهم في السجن 3 سنوات.

وفي 30 أبريل/ نيسان الماضي، أصدر النظام مرسومًا للعفو عن معتقلين.

وقال شاليش، إنه اعتقد في البداية أنه سيتم إطلاق سراحه ورفاقه خلال يومين إلا أنهم نقلوا من مكان احتجازهم إلى مكان آخر، حيث عصبت عيونهم وألقوا في زنازين انفرادية وحينها أدركوا أنهم وقعوا في يد المخابرات.

وذكر أنه حينما خرج من بيته حمل معه بطاقة هوية قريبه الذي يصغره بالعمر بكثير لكي لا يتم سوقه إلى الخدمة العسكرية في حال تم القبض عليه، لكنه ومن شدة خوفه اعترف بكل شيء ومن بين ما اعترف به أن بطاقة الهوية ليست له.

وأوضح أنه بعد افتضاح أمر الهوية اتهموه بأنه عراقي وبقي تحت الضرب والتعذيب مدة شهر ونصف، ووجهت إليه شتى أنواع السباب والشتائم، وفق سرده.

وأضاف المعتقل السابق: “بعد شهر ونصف من التعذيب المضني نقلت إلى سجن صيدنايا سيئ الصيت وألقي بي في حجرة لا يتجاوز عرضها الثلاثة أمتار مليئة بكثير من المساجين، ولا مكان للجلوس”.

وأردف: “نقلنا بعدها إلى زنزانات منفردة، حيث تعرضنا للتعذيب دون تحقيق، وعلقونا في أسقف الزنازين، وكان مؤلما جداً، وهو أقسى ما تعرضنا له إلى جانب وسائل التعذيب الأخرى، حيث كانوا يسكبون الماء علينا ونحن معلقون بالسقف ويضربوننا”.

وتابع: “كانت جلسات التعذيب تحدث بعد منتصف الليل، ووصلنا إلى مرحلة أنه تعودنا عليها، لم نكن نتمكن من الذهاب إلى الحمامات، فنضطر لقضاء حاجاتنا في مكاننا، وكانوا يجوعوننا ولا يعطونا سوى 3 زيتونات، ورغيف خبز يوميا”.

وزاد: “الكثير من المعتقلين كانوا يمرضون بسبب الوضع المتردي في السجن الذي مكثنا به، ونتيجة عدم توفر الخدمات الصحية توفي عشرات منهم”، موضحا أن “جثث الموتى تبقى لفترات طويلة قبل حملها، وكثير من تلك الجثث يتم التخلص منها عبر الحرق”.

وأفاد بأنه لم يتمكن من التواصل مع عائلته بشكل مباشر طوال فترة وجوده في سجن صيدنايا، إلا أنه تمكن من إرسال معلومات عن مكان وجوده عن طريق أشخاص خرجوا من المعتقل.

وقال إن أهله قاموا بدفع رشاوى بمبالغ كبيرة حتى تمكنوا من نقله إلى سجن عدرا في ريف دمشق، وهو أقل قساوة من سجن صيدنايا، ودفعوا مبالغ أكبر لإطلاق سراحه.

وذكر أنه “بالرغم من مرسوم العفو المزعوم فإن عائلات المعتقلين تدفع أموالا طائلة من أجل أبنائها”، مبينا أن “المسؤولين عن السجون يحصلون على أموال كبيرة من عائلات المساجين، حيث تحول الأمر بالنسبة لهم إلى تجارة”.

وذكر شاليش، أنه اتهم بالإرهاب وواجه التعذيب ولم يعرض لأي محكمة خلال فترة مكوثه في السجن، وأنه ما زال يعيش حالة صدمة مما عاناه، لافتا إلى أنه يشعر وكأنه في حلم بعد خروجه من السجن.

وأضاف: “بعد أن دفعت عائلتي المبلغ المطلوب خرجت وعدت إلى بيتي بريف دير الزور، وأشعر بالسعادة لأني نلت حريتي، وأتمنى لزملائي الذين بقوا هناك أن يخرجوا في أقرب وقت”.

اقرأ أيضًا: ما بين مليار وملياري دولار.. تقديرات أمريكية لثروة بشار الأسد