يستعد الإسرائيليون لزيارة رئيسهم يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا خلال الساعات القادمة للمرة الأولى منذ 2008، وهي زيارة تحدثوا عنها كثيرا، ووضعوا تقديرات سياسية وأمنية لها، رغم بقاء التوقعات متواضعة منخفضة، في ضوء القراءة الإسرائيلية المسبقة حول شخصية أردوغان، بأنه لن يتغير في حقيقته من الموقف تجاه تل أبيب.
قال عوديد غرانوت الخبير في الشؤون الشرق أوسطية ذكر في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم”، ” إن زيارة هرتسوغ إلى تركيا ربما تشكل فرصة لبداية استعادة العلاقات المتقطعة للغاية بين أنقرة وتل أبيب، بعد أن أظهرت تردداً في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، وقد راقبت تركيا عن كثب عرض الوساطة الذي قام به رئيس الحكومة نفتالي بينيت بين موسكو وكييف في محاولة لوقف الحرب، ولذلك ربما يكون لأردوغان مصلحة أكبر من بينيت في نجاح الوساطة، للكثير من الأسباب”.
وأضاف أن زيارة هرتسوغ تأتي في ذروة الحرب الروسية الأوكرانية، ولا تخفي أنقرة، كما تل أبيب، قلقها من اتساع رقعة الحرب.
فضلا عن التطور الطارئ بشأن الحرب الأوكرانية الروسية، التي يتوقع أن تحوز على نقاشات هامة بين هرتسوغ وأردوغان في أنقرة، فإنها تأتي بالأساس عقب إرسال الأخير إشارات عديدة في كل الاتجاهات التي تحمل توجها باهتمامه بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، التي تدهورت إلى أدنى مستوياتها مع طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة قبل أربع سنوات، وقد تحدث أردوغان مع هرتسوغ ثلاث مرات، ومرة واحدة مع وزير الخارجية يائير لابيد، ولمح أكثر من مرة لرغبته في إعادة السفير واستعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح.
وتتحدث الأوساط الدبلوماسية الإسرائيلية عن رغبة تركيا في استعادة علاقتها بإسرائيل تزامنا مع استعادتها لعلاقاتها مع باقي دول المنطقة، مثل مصر والامارات والسعودية، ومع ذلك فإن علاقاتها مع الولايات المتحدة ما زالت ضعيفة، وفي الوقت ذاته فإنه ليس لدى تل أبيب سبب لرفض الذراع التركية الممدودة لها، ولا تعارض استئناف العلاقات معها بشكل كامل.
رغم كل ذلك، لا تتردد المحافل الأمنية والسياسية الإسرائيلية المنخرطة في مفاوضات استئناف العلاقات بين أنقرة وتركيا في الكشف عن فرضياتها السائدة لديها، ومفادها أن إسرائيل لا تخدع نفسها من خلال الاقتناع فجأة بأن أردوغان قد غير موقفه منها، بل إنه منظّر صارم قد ينقلب على إسرائيل مرة أخرى في أي صراع قادم قد ينشب في غزة أو القدس أو الضفة الغربية، والعودة لاتهامها بقتل أطفال فلسطينيين أبرياء.
اضف تعليقا