استطاعت شركة تركية بالتعاون مع جامعة خاصة، تطوير أنظمة تواصل محلية بين المركبات البحرية تحت سطح المياه وفوقها، مضادة للتجسس والتشويش.

جاء ذلك نتاج مشروع تعاوني بين شركة الهندسة وتجارة التكنولوجيا الدفاعية “إس تي مي” وجامعة بهتشه شهير (غير حكومية) باسطنبول، ضمن إطار التعاون بين الجامعات وقطاع الصناعة في تركيا.

وبحسب المعلومات، حصلت عليها الأناضول، من مسؤولي شركة الهندسة وتجارة التكنولوجيا الدفاعية، فإن الشركة والجامعة تقومان منذ 2012 بإجراء العديد من مشاريع البحث والتطوير المشتركة في المجالات المختلفة.

وتركزّت مشاريع البحث والتطوير المذكورة بشكل أكبر في مجال سد احتياجات عناصر البحرية التركية من التكنولوجيا الحديثة.

ونتيجة لهذا التعاون بين الشركة والجامعة في تركيا، تم تطوير أنظمة تواصل وتخابر بين مركبات الغواصة والمروحيات، والغواصين، والمركبات البحرية على سطح المياه، بحيث تكون مضادة للتجسس، والتشويش أو الاستهداف من قبل العناصر المعادية.

ونجحت الشركة والجامعة في تطوير نماذج لأنظمة تواصل بصرية آمنة وغير قابلة للاختراق بين المركبات التي تحت سطح المياه وفوقها.

كما استطاع الطرفان، نتيجة للتعاون القائم بينهما، تطوير نظام إضاءة لما تحت سطح المياه، يمكن استخدامه في أعمال صيانة وترميم السفن.

وعقب الانتهاء من أعمال تصنيع النماذج الأولى لأنظمة التواصل المحلية، شرعت الوحدات المعنية لدى شركة “إس تي مي” وجامعة بهتشه شهير، بالترويج لها وتسويقها داخل وخارج تركيا.

وحظيت أنظمة التواصل التركية بين الغواصين، وبين الغواصين ومركبات الغواصة، باهتمام كبير من قبل شركة “هنسولت – HENSOLDT” (مركزها في ألمانيا) والرائدة في مجال إنتاج أنظمة الاستشعار.

وشهد معرض الدفاع البحري المنعقد بباريس في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، توقيع اتفاقية تعاون بين شركة الهندسة وتجارة التكنولوجيا الدفاعية وجامعة بهتشه شهير وشركة “هنسولت”.

ونصت الاتفاقية على دمج أنظمة التواصل البصرية التركية مع أنظمة المراقبة البصرية المصنّعة من قبل “هنسولت” والمخصصة للاستخدام من قبل قوات الهجوم تحت الماء “سات”.

كما حظي نظام التواصل البصري المذكور، بدعم من جانب مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية “توبيتاك”.

ومن المتوقع أن يحظى المشروع أيضاً بدعم من جانب الحكومة التركية، بهدف زيادة حصة منتجات التكنولوجيا الفائقة في الصادرات، وتطوير المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.

وجميع أجهزة التواصل الحالية، تعمل عبر نظام الترددات اللاسلكية والتكنولوجيات الصوتية، والتي تحتوي في بنيتها بعض الثغرات، مثل إمكانية العدو على اختراقها وتشويشها والتجسس عليها.

هذا ما أوضحه أنور كوتشوك أرمان، مسؤول أنظمة الحرب لدى شركة الهندسة وتجارة التكنولوجيا الدفاعية التركية، في حديث للأناضول.

وأضاف: “نظام التواصل الذي قمنا بتطويره بمثابة بديل تام عن أنظمة التواصل الحالية، وهي مميزة عنها تماماً بأنها غير قابلة للاختراق والتشويش والتجسس من قبل العناصر المعادية.”

وأكد على أهمية أنظمة التواصل البصرية التي قاموا بابتكارها وتطويرها، بالنسبة للقوات البحرية.

واختتم “كوتشوك أرمان” بالقول إن أنظمة التواصل التي قاموا بتطويرها بدعم من رئاسة الصناعات الدفاعية وقيادة القوات البحرية التركية، لاقت اهتماماً وإقبالاً كبيراً خارج البلاد أيضاً