تتقاعس دولة الإمارات عن فرض قوانين صارمة تحمي العمالة الأجنبية في البلاد والتي تخطت نسبتها 90% ممن يطأون التراب الإماراتي في مشهد أشبه باستبداد العصور الوسطى.
يتعرض العاملون الأجانب إلى انتهاكات صارخة سواء من أرباب العمل الذين أمنوا العقوبة أو من الحكومة الإماراتية المتمثلة في مؤسساتها وعلى رأسها جهاز الشرطة الإماراتي.
مؤخرا كشفت عدد من المنظمات الحقوقية عن تلك الانتهاكات بعدما تعرض العاملون للوفاة وباتت الإمارات أمام فضيحة كبرى إلا أنه استطاعت أن تخفي بشكل كبير تلك الجرائم عبر أدوات القمع.
لكن هيومن رايتس ووتش المنظمة الدولية استطاعت الحصول على شهادات من العاملين في الإمارات تكشف عن مدى التنكيل والاستعباد الذين تستخدمها الإمارات ضد هؤلاء المساكين.
تقاعس السلطات
أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن سلطات بن زايد تتقاعس عن حماية العمال الوافدين الذين يعملون في الهواء الطلق ويتعرضون لمخاطر صحية شديدة مرتبطة بالحر، وسط موجات الحر التي يغذيها الاحتباس الحراري العالمي وتسود المنطقة.
فيما وصف العمال الوافدون في الإمارات الذين قابلتهم المنظمة الدولية أعراض أمراض مرتبطة بالحر، منها الإغماء والقيء، ووصفوا الشعور بالاختناق بسبب الحر.
جدير بالذكر أنه على الرغم درجات الحرارة القاتلة، معظم من قابلتهم هيومن رايتس ووتش لا يحظون بفترات راحة في الظل ولا الماء البارد للترطيب والتبريد.
بدوره، قال مايكل بيج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “ترغب دول الخليج وبينها الإمارات في أن يُنظر إليها على أنها رائدة عالميا في مجموعة من القضايا، لكن في القضية ذات الأهمية العالمية المتعلقة بالحماية من الحر، فإن سجلها باهت في أحسن الأحوال”.
وتابع “نتيجة لذلك، يعاني العمال الوافدون في دول مثل الإمارات والذين يحاولون إعالة عائلاتهم في أوطانهم، كل يوم بلا داع ويصابون بأمراض مزمنة، بل ويموتون بسبب الحر الخانق”.
شهادات صادمة
استطاعت هيومن رايتس ووتش في مايو 2023، إجراء مقابلات كع 90 عاملا وافدا للتحقيق في مخاطر الحر التي يواجهها العمال في الهواء الطلق في دول الخليج، بالإضافة إلى 15 عاملا في الإمارات والسعودية في سبتمبر/أيلول 2023، بعد انتهاء حظر العمل في منتصف النهار.
يشار إلى أنه في يوليو/تموز 2024، خلال ذروة حر الصيف، تابعت المنظمة الدولية هذا البحث وأجرت مقابلات مع ثمانية عمال في الإمارات، فيما قال عامل في الإمارات: “هذه الوظيفة ليست جيدة لصحتنا… الصداع والحمى شائعان. التعرق المستمر يضعف الجسد. لكن ظروفنا واحتياجاتنا [الاقتصادية] هي أكبر دوافع القوة التي تجعلنا نتكيف حتى في الجو الحار”.
كما أظهرت دراسات بحثية راجعها نظراء عدم كفاية الحظر الحراري في منتصف النهار في دول الخليج لحماية العمال بفعالية، حيث تحدث ظروف الحر الشديد أيضا خارج أشهر أو ساعات الحظر.
وقال عامل مقيم في الإمارات: “الراحة ثلاث ساعات لا تجعل الحر يزول. بعد الثالثة عصرا أيضا، يصبح الجو حارا جدا. … عندما يصبح الجو حارا جدا، تبدأ بالشعور بالدوار. جسمك يصبح ضعيفا. تفقد مهاراتك المعرفية الحركية. تصبح عضلاتك ضعيفة جدا”.
فيما قال عامل آخر في الإمارات: “إذا هبّت الريح، يمكن احتمال الحر بشكل أكبر، ولكن عندما لا يحدث ذلك، يصبح حتى التنفس صعبا جدا”.
ليس كل المشرفين متعاطفين. قال عامل في بناء الطرق: “رئيس العمال لا يكترث، المهندس يريد فقط أن يُنجَز العمل. في الحر، يفقد الناس الوعي. من بقي منّا يُتوقع منه مواصلة العمل كالمعتاد”.
طبقًا للمنظمة فإنه يشيع بين العمال نزيف الأنف، والحمى، والصداع، والغثيان، والإغماء. للحر أيضا آثار صحية دائمة مثل الفشل الكلوي في المرحلة النهائية وحتى الموت.
اقرأ أيضًا : لا أمان إلا في الإمارات.. كيف أصبحت أبوظبي بيئة جاذبة للصهاينة؟
اضف تعليقا