قال السفير الأمريكي في أوكرانيا الأربعاء في أولى الجلسات العلنية في إطار التحقيق الرامي لعزل الرئيس الأميركي إن دونالد ترامب منكب على حملته الانتخابية للفوز بولاية ثانية وقد مارس ضغوطا على أوكرانيا في هذا الإطار.

وأكد ترامب الذي يصف التحقيق بأنه “مهزلة” أنه “منهمك جدا في عمله” ولا وقت لديه لمتابعة جلسات الكونغرس عبر التلفزيون التي أظهرت الدعم الصريح الذي يلقاه في صفوف الحزب الجمهوري.

وافتُتحت الجلسات المنقولة مباشرة عبر التلفزيون بالاستماع للسفير الأميركي في أوكرانيا ويليام تايلور والدبلوماسي جورج كنت، المتخصص بالشؤون الأوكرانية في الخارجية الأميركية.

ويتّهم الديموقراطيون ترامب باستغلال سلطاته الرئاسية بطلبه من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح تحقيق بحق نائب الرئيس السابق جو بايدن، المرشّح الديموقراطي الأوفر حظا لمواجهته في الاستحقاق الرئاسي الذي سيجرى العام المقبل.

وأطلق الديموقراطيون الذين يملكون الغالبية في مجلس النواب، أواخر أيلول/سبتمبر تحقيقاً بغرض تشكيل ملف يسمح بعزل الرئيس.

ودونالد ترامب هو ثالث رئيس يستهدف بإجراءات عزل في تاريخ الولايات المتحدة. ولم تتم إقالة اي رئيس من قبل بموجب هذه الإجراءات.

وبعد جلسات مغلقة استمرت ستة أسابيع، يريد الديموقراطيون أن يقدموا للأميركيين إفادات منقولة مباشرة عبر التلفزيون يأملون أن يكون لها تأثير على الرأي العام.

لكن لا يبدو أن جلسات الاستماع التي تضم نوابا جمهوريين وديموقراطيين يتبنون وجهتي نظر متناقضتين قادرة على التأثير في ناخبين شديدي الاستقطاب.

– تسريع الإجراءات –

واستعاد السفير تايلور في الجلسة تصريحات للسفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند قال فيها إن الرئيس الأميركي “مهتم” أكثر بفتح تحقيق بشأن خصمه جو بايدن في أوكرانيا أكثر من اهتمامه بالوضع في هذا البلد.

وقال تحت القسم إنه اكتشف الجمعة تلك التصريحات التي تم الإدلاء بها في 26 تموز/يوليو بعيد لقاء بين ترامب وسنودلاند.

وردا على سؤال حول ذلك طرح عليه لاحقا في البيت الأبيض قال ترامب “لا علم لي على الإطلاق بهذا الأمر”.

وأضاف “إنها المرة الأولى التي أسمع فيها بهذا الأمر”، مقللا من أهمية معلومات يكشفها الشهود “نقلا عن آخرين”.

وهو ما ندد به كذلك الجمهوريون في الكونغرس.

ومن المقرر أن تعقد في الكونغرس نحو عشرات جلسات الاستماع الأخرى بحلول 20 تشرين الثاني/نوفمبر.

وبتسريع إجراءاتها، تبغي المعارضة “عدم إضاعة الوقت” من أجل تصويت محتمل باتهام الرئيس الأميركي في مجلس النواب.

ا ف ب / أوليفييه دولييري

الدبلوماسيان الأميركيان ويليام تايلور وجورج كنت خلال وصولهما للكونغرس للإدلاء بإفادتهما في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 في واشنطن

ونظرا لوجود أغلبية جمهورية في مجلس الشيوخ صاحب الكلمة الفصل في القضية، من غير المرجح أن تتم إقالة ترامب.

وقال رئيس لجنة الاستخبارات التي تقود التحقيق آدم شيف إن التحقيقات تتناول ما إذا كان ترامب قد فتح الباب أمام أوكرانيا للتدخل في انتخاباتنا وما إذا كان قد استغل سلطاته.

ويتّهم الديموقراطيون ترامب بأنه حجب مساعدة عسكرية تبلغ حوالى 400 مليون دولار مخصصة لكييف وربط الأمر بدعوة يمكن توجيهها إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض.

وفي محادثة هاتفية جرت في 25 تموز/يوليو ونشر البيت الأبيض محضرها، طلب ترامب فعلا من زيلينسكي “التدقيق” بشأن جو بايدن ونجله هانتر.

وأثار هذا الاتصال شبهات لدى العديد من المسؤولين في البيت الأبيض وأجهزة الاستخبارات إلى درجة أن مخبرا من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) قرر إطلاع المسؤولين عليه، وهو ما فجر الفضيحة.

لكن ترامب يؤكد أن الاتصال كان “مثاليا”.

– حيلة “تثير الاشمئزاز” –

وأكد تايلور في إفادته الأربعاء أن المحامي الخاص لترامب رودي جولياني أقام قناة دبلوماسية “غير قانونية” لخدمة مصالح سياسية للرئيس، قوضت “الأهداف الرسمية” للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وقال من جهته المسؤول المتخصص في شؤون أوكرانيا في الخارجية الأميركية جورج كنت “منتصف آب/أغسطس، بدا لي بدون شك أن جهود جولياني في الدفع نحو إطلاق تحقيقات سياسية انعكست سلباً على العلاقة بين كييف وواشنطن”.

ووصف تايلور بـ”الجنون” فكرة احتمال تجميد مساعدة عسكرية أميركية لكييف بهدف دفعها للتحقيق بشأن خصوم ترامب السياسيين.

لكن النائب الجمهوري جيم جوردان رد بالقول “لكن هذا الأمر لم يحصل”، مؤكدا أن كييف تلقّت المساعدة العسكرية في أيلول/سبتمبر من دون أن تعلن فتح تحقيق بحق بايدن وابنه.

ويبني الجمهوريون دفاعهم في هذه القضية على هذه النقطة بالتحديد معتبرين أنه لا يمكن اتهام ترامب بأنه مارس ابتزازا إن لم يستفد منه ولم تحجب بموجبه المساعدة العسكرية عن أوكرانيا.

لكن شيف أكد أن ذلك “حيلة (…) لا يقلل اكتشفاها قبل المضي فيها إلى النهاية من مدى إثارتها للاشمئزاز”.