العدسة – منصور عطية
يبدو أن الانقسام هو القاسم المشترك بين القوى العراقية على اختلاف توجهاتها الدينية والسياسية، في إطار استعدادها للانتخابات البرلمانية المقررة مايو المقبل.
هذا الانقسام لم يكن بين شيعي وسني وكردي، وهي المكونات الطائفية المشكلة للبلاد، لكنه كان بين المنتمين لتلك الطوائف وبعضهم البعض، فالشيعي منقسم على نفسه، والسني والكردي كذلك.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أعلنت أن عدد التحالفات التي جرى تسجيلها بلغ نحو 54 تحالفًا، تضم نحو 205 أحزاب تم منحها إجازة تأسيس من قبل المفوضية.
صراع المالكي والعبادي
حزب الدعوة الإسلامية الشيعي، أعلن قبل أيام انسحابه من خوض الانتخابات لصالح قائمتين، إحداها لرئيس الوزراء حيدر العبادي، والأخرى لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي.
وأكد الحزب في بيانه أنه “سيعمل على تحشيد طاقاته في دعم المخلصين والقوائم الوطنية، تاركا لأعضائه وأنصاره حرية الاختيار في الترشيح والانتخاب والتصويت في القوائم والائتلافات السياسية المسجلة”، لافتا إلى أنه “لا يرى الحزب ضرورة لنزوله باسمه في الانتخابات القادمة لعام 2018”.
وأعلن المكتب الإعلامي للمالكي، أمس السبت “عدم دخول حزب الدعوة الإسلامية بعنوانه كحزب سياسي في التحالفات السياسية والانتخابية المسجلة لدى دائرة الأحزاب في المفوضية العليا للانتخابات، وتحديدا في انتخابات مجلس النواب والمحافظات لعام 2018”.
وذكر بيان لمكتب المالكي، الأمين العام لحزب الدعوة، أن “لأعضاء الحزب، بمختلف مستوياتهم التنظيمية والقيادية، الحرية الكاملة في المشاركة في الانتخابات ورئاسة أي من القوائم الانتخابية بعناوينهم الشخصية، وليست الحزبية، والترشيح في أي قائمة أو ائتلاف آخر”.
ووفقًا لهذا البيان من المقرر أن يترأس المالكي تحالف “ائتلاف دولة القانون”، الذي سيكون غالبية أعضاء حزب الدعوة موجودين فيه، كما ستكون للعبادي قائمة أخرى يخوض بها الانتخابات.
قبل أيام، أعلن العبادي عن تأسيس تحالف كبير باسم “تحالف نصر العراق”، إلا أنه سرعان ما انهار هذا التحالف بعد يوم واحد من إعلانه، حيث انسحبت منه 9 كيانات، بينها 8 من الحشد الشعبي، إلى جانب المجلس الأعلى الإسلامي.
تحالف الصدر “سائرون”
انهيار التحالف الذي عقّد من مهمة العبادي، جاء بعد انتقاد لاذع وجهه زعيم التيار الصدري، أحد أبرز التكتلات الشيعية في العراق لتحالف العبادي مع الحشد الشعبي، ووصفه بـ”التحالف البغيض”.
وأبدى الصدر في بيان له، استغرابه الشديد من إدراج العبادي لفصائل الحشد الشعبي ضمن لائحته الانتخابية، واصفا ذلك بـ”التخندق الطائفي المقيت”، الذي يمهد لإعادة إنتاج “الطبقة السياسية الفاسدة”.
الناطق الرسمي باسم حزب الاستقامة، الذي أسسه الصدر في ديسمبر الماضي، ضياء كريم قال: إن “حزب الاستقامة تحالف مع عدة أحزاب مدنية من بينهم الحزب الشيوعي العراقي”.
“السائرون” هو الاسم الذي أُطلق على هذا التحالف، ويضم نحو 8 أحزاب، أبرزها: الاستقامة، والدولة العادلة، والشباب للتغيير، والشيوعي.
السنّة مشتتون
كما انقسمت القوى السنية بين ائتلاف يتخطى عقبة الطائفية مع نائب رئيس الجمهورية الشيعي “إياد علاوي”، وائتلاف سني-سني بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي.
“ائتلاف الوطنية” يعتبر الأقوى حتى الآن بين التحالفات السنية، حيث يضم 33 حزبا بزعامة علاوي، انضم إليه: رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، بينما يضم ائتلاف النجيفي نحو 16 حزبا فقط جميعها سنية.
تقارير إعلامية قالت إن 20 حزبا سنيا ستشكل 4 تحالفات سياسية تتصدر المشهد الانتخابي في المناطق الغربية، انضوى بعضها بالفعل في التحالفات بينما يننتظر آخرون.
التحالف الأول، حسب التقارير، يضم أحزاب: للعراق ناجحون بزعامة النجيفي، المشروع العربي، تجمع المستقبل الوطني، تجمع السلام الديمقراطي، الحق الوطني.
أما التحالف الثاني فيضم أحزاب: التجمع المدني للإصلاح، جبهة الحوار الوطني، الكتلة العراقية الحرة، الجماهير الوطنية.
ويضم التحالف الثالث أحزاب: الحل، الوفاء، القوى الوطنية، ويتشكل التحالف الرابع من أحزاب: الوفاق الوطني، تجمع الوحدة الوطنية، المجد العراقي.
الأكراد منقسمون
وفي هذه الانتخابات، بات تشتت الأكراد غير المسبوق ملاحظا، وكشف فيه القيادي في حركة الديمقراطية والعدالة (بزعامة رئيس وزراء الإقليم السابق برهم صالح) ريبوار كريم، إطلاق تحالف الوطن الذي يضم الحركة و”حركة التغيير، والجماعة الإسلامية”، معلنا أن “رئيس برلمان الإقليم المستقيل وعضو حركة التغيير يوسف محمد سيترأس هذا التحالف”.
وأضاف كريم في تصريحات تليفزيونية نقها موقع قناة “إن آر تي” الكردية، أن “تحالف الوطن سيخوض الانتخابات البرلمانية في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها”.
فيما قال عضو مجلس النواب العراقي عن كركوك، عضو الاتحاد الوطني الكردستاني محمد عثمان: إن “المشاورات لا تزال قائمة بين الاتحاد وكافة الأحزاب الكردستانية الأخرى لمحاولة جمع الآراء لخوض الانتخابات بقائمة موحدة، خاصة في كركوك والمناطق المتنازع عليها”.
اضف تعليقا