أثار تحقيق استقصائي لأحد الصحفيين الألمان، جدلا واسعا بين النشطاء في مصر، بعد كشفه مافيا تجارة الأعضاء في مصر وتورط مستشفيات شهيرة بها.

وكان موقع “بريس بورتال” الألماني نشر تحقيقا استقصائيا موثقا بالفيديو أعده الصحفي “تيلو ميشكا”، مستخدما كاميرات دقيقة للكشف عن تورط شبكة من الأطباء والمعامل والمستشفيات في عمليات تجارة الأعضاء.

وفي المقطع المتداول؛ أوضح كيفية احتجاز عصابات تجارة الأعضاء بعض الأشخاص بالقوة والاستيلاء على أعضائهم دون أي مقابل مادي له، وبدون اتخاذ أي إجراءات طبية وقائية مما تسبب في إصابة بعضهم بالإيدز.

وفي بداية المقطع، أوضح “ميشكا” أنه استخدم كاميرات دقيقة، ثبتت إحداها بنظارته وأخرى بحقيبة كتفه وثالثة بالظهر، مبينا خلال التقرير أن سعر الكلى فقط تتراوح بين 5 آلاف إلى 90ألف يورو.

كما أجرى معد التحقيق عدة مقابلات مع سماسرة ولاجئين سودانيين أجروا عمليات نقل الأعضاء، حيث أكد أحد اللاجئين أنه تبرع بكليته بعد تلقيه وعدا بالحصول على 7 آلاف دولار بعد إجراء عملية النقل، لكنه أفاق بعدها من التخدير في مستشفى بمدينة الشيخ زايد بمفرده دون وجود أحد بجواره من أطباء أو ممرضين وحتى السمسار.

وأوضح “ميشكا” أن أغلب سماسرة الأعضاء هم من اللاجئين السودانيين أنفسهم، ويتقاضون 5 آلاف يورو مقابل كل كلية يتوسطون في بيعها.

كما وثّق “ميشكا” ذهابه إلى إحدى المستشفيات الشهيرة المعلنة عن عمليات زرع الأعضاء، باعتباره سائحا يبحث عن معلومات من أجل والده المريض بالكلى، مبينا أنه تم استقباله فورا في مكتب مدير المستشفى، الذي أكد له سهولة الحصول على العضو لكن بطريقة غير مباشرة.

المقطع الذي تداوله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، أثار جدلا حادا بين النشطاء، حيث هاجم البعض الصحفي “ميشكا” ومترجم الفيديو، بل وكل من نشر المقطع على “فيس بوك” واصفين إياهم بالعملاء والخونة والمتآمرين على الوطن، بينما هاجم آخرون النظام المصري معتبرين إياه المتسبب الأساسي في استفحال قوة مافيا الأعضاء وغيرها من الجرائم.