إبراهيم سمعان

يبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لا يعرف سوى “الرشاوى” كطريقة للحكم والسياسة، هذا ما أكدته التسريبات التي تناقلتها تقارير صحفية أجنبية عن الملحق الثقافي بسفارة المملكة في لندن.

قالت النسخة الإنجليزية من موقع “المصدر نيوز”، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبخ وزير خارجية البلاد عادل الجبير، وسفير المملكة لدى بريطانيا محمد بن نواف بن عبدالعزيز، بعد حملة الانتقادات التي تعرضت لها سياسات السعودية الخارجية فيما يخص الحرب على اليمن من قبل وسائل الإعلام الغربية، خاصة في المملكة المتحدة، ونوهت إلى أن هذه الانتقادات أجبرت ولي العهد على تأجيل زيارته إلى لندن.

وأضافت: “بحسب تصريحات أدلى بها الدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي، المسؤول بالسفارة السعودية في لندن، فقد ألقى “بن سلمان” بغضبه على المسؤولين المذكورين، قائلا: بدلا من الدبلوماسية، عليكم التعلم كيف تدفعون للمسؤولين البريطانيين مبالغ ضخمة، ومنحهم هدايا غالية الثمن، وهم يعرفون في كل مرة كيفية الحصول على المزيد من المال والهدايا بدلا من التذمر الدبلوماسي وغيره من الإجراءات، تعلموا الدبلوماسية من الإماراتيين”.

وفقا لـ”المقوشي”، استشهد “بن سلمان” بولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، الذي نجح في إجبار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على أن ترسل له خطاب اعتذار رسمي، عقب حملة شنتها وسائل الإعلام الإماراتية ضد الإمارات.

مع ذلك، قال عادل الجبير لولي العهد السعودي، إن المسؤول الإماراتي دفع ما يصل إلى 100 مليون دولار لـ”ماي” التي أرسلت في نهاية المطاف اعتذارا شفهيا، واستبعد “بن سلمان” أن يكون الاعتذار شفهيا فقط, قائلا إنه رأى رسالة الاعتذار بنفسه.

وأوضح “المقوشي” أن الجلسة انتهت بتهديد “بن سلمان” لـ”الجبير” و”بن نواف” بالإقالة إذا لم تتوقف الحملة ضد آل سعود، والتي شنتها وسائل إعلام ومراكز أبحاث بريطانية.

وتابع المصدر، أن “الجبير” لم يكن يكذب؛ فمعظم المشاكل التي تواجهها دول الخليج عامة في سياستها الخارجية يتم حلها عن طريق رشاوى مالية تحت مسمى “صفقات تسليح”، أو مبالغ مالية عينية لقاء سكوت الطرف الآخر أو تغاضيه عن انتهاكاتها في أحسن الأحوال، و هي أمور لا تنتهي، وتلجأ إليها الإدارة الأمريكية و بريطانيا كلما أرادت ابتزاز المزيد من الأموال.

لم تكن هذه الفضيحة الدليل الوحيد على عقلية “الرشوة” التي تسيطر على فلسفة “بن سلمان” في الحكم.

قبل أسابيع، كشفت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، عن زيادة مخصصات الأمراء في العائلة الحاكمة في السعودية بنسبة50%.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن 3 مصادر مطلعة: “ليس واضحًا حتى الآن، إذا كانت هذه المكافآت المالية لمرة واحدة أو أنها ستستمر كل شهر”.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن هذه المكافآت المالية التي يقدمها “بن سلمان” للأمراء هي بمثابة رشاوى مالية لحصد الولاء السياسي، بعدما اهتز عرشه إثر تصاعد وتيرة الخلافات في أوساط العائلة الحاكمة.

ونقلت “بلومبرج” عن جريجوري جوس، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة تكساس قوله: “مدفوعات “بن سلمان” أكبر بكثير من تلك التي خُصصت في السابق لدعم المرافق العامة، خشية حدوث أية انقلابات سياسية داخل آل سعود”.

من ناحية، اعتبر كثيرون الحوار الذي أجراه الصحافي الأمريكي توماس فريدمان مع ولي العهد السعودي، وسيلة لتلميعه بعد سلسلة من الموضوعات الصحفية التي شكلت هجوما واضحا على “بن سلمان” ونظامه.

وأكد مراقبون أن هذا الحوار كان أشبه برشوة مقنعة ما كان لها أن تتم دون تفاهمات ورشاوى لتبييض صورة الأمير السعودية.

وبدت المقابلة أشبه بحملة علاقات عامة واضحة لتبييض سمعة النظام السعودي، وأكد متخصصون في مجال الإعلام أن “فريدمان” كال المديح لـ”بن سلمان” وروج للتغيير الذي يقوم به، دون أن يسأل “بن سلمان” عن أهم الملفات الملتهبة وهي فلسطين، والعلاقات مع إسرائيل، كما لم يفتح موضوع أزمة الخليج ولا سوريا، كما تحاشى “بن سلمان” التفصيل بخصوص الأزمة التي سببها تقديم استقالة سعد الحريري رئيس حكومة لبنان من الرياض.