العدسة – إبراهيم سمعان

بعد إعادة انتخابه الأحد، 18 مارس، لفترة رئاسية رابعة في اقتراع لم يشهد أية مفاجأة، سيقود فلاديمير بوتين روسيا لمدة 6 سنوات أخرى، لكن إعادة انتخابه المتوقعة قوبلت بشكوك كثيرة في صحافة أوروبا الشرقية والوسطى.

“كورييه إنترناسيونال” الفرنسية، سلطت الضوء على نتائج هذه الانتخابات، لكن من وجهة نظر الصحافة الروسية، موضحة أنه بالنسبة للمراقبين، فوز بوتين يعني حقبة جديدة من الاستبداد والمواجهة الدولية.
وقالت الصحيفة المتخصصة في ترجمة المقالات من الصحف العالمية: لقد ربح فلاديمير بوتين الرهان، أعيد انتخابه بشكل مريح، وسيبقى مسيطرًا على روسيا حتى 2024، وقادرًا على التمتع، ولمدة ست سنوات أخرى، بشرعية مريحة لتنفيذ ثورة اقتصادية بالبلاد.

في انتخابات الأحد 18 مارس، حصل رئيس الدولة بالفعل على 76.6٪ من الأصوات، كما ذكرت صحيفة “كوميرسانت” اليومية، وجاء بافيل جرودينين، الحزب الشيوعي، في المرتبة الثانية بنسبة 11.8٪ من الأصوات، في حين جاء “فلاديمير جيرينوفسكي” القومي المتطرف في المرتبة الثالثة بنسبة 5.68٪.
الليبراليان “كسينيا سوبتشاك” و”جريجوري يافلينسكي”، حصلا على التوالي 1.66٪ و 1.04٪ من الأصوات -المرشحون الثلاثة أقل من 1٪ لكل منهم- وصلت المشاركة 67.4 ٪ ، وهي نسبة أعلى من عام 2012 (65 ٪).

استُقبل منتصرًا في المساء من قبل الآلاف من المواطنين في ساحة مدرسة تعليم الفروسية وسط موسكو في حفل خصص رسميًّا للاحتفال بالذكرى السنوية الرابعة لإعادة التوحيد مع شبه جزيرة القرم.

كان فلاديمير بوتين “مبتهجا” تقول يومية “موسكوفسكي كومسوموليتس”، مضيفة: “لم يذرف الدمع، كما كان الحال عام 2012″، على العكس من ذلك، ألقى الرئيس الروسي خطابًا حماسيًّا، مكررًا عدة مرات كلمة “نجاح” و”فريق”: “نحن محكوم علينا بالنجاح! النجاح ينتظر فريقنا الوطني العظيم!”.

خلال خطابه أمام البرلمان في 1 مارس، عرض بوتين طموحاته مع بلاده، سواء على الصعيد الخارجي أو فيما يتعلق بـ “الانتفاضة” الاقتصادية التي ينوي تحقيقها.

حقبة جديدة من التوتر

جرت الانتخابات الرئاسية في ظل المواجهة مع المملكة المتحدة، بعد تسمم العميل السابق سيرجي سكريبال، وتزايد التوتر مع الغرب بشكل عام.

وفقا لكاتب العمود ميخائيل روستوفسكي في “موسكوفسكي كومسوموليتس”، فاقتراع 18 مارس “علامة فارقة في تاريخ روسيا”، في الواقع، يلاحظ الكاتب: “لأول مرة في تاريخنا الحديث، تجرى الانتخابات الرئاسية على خلفية المواجهة العنيفة مع الغرب، وليس هناك أي احتمال تقريبًا بأن تتحسن الأمور في الأيام أو الأسابيع أو الأشهر أو حتى السنوات المقبلة”.

زميله بيوتر رومانوف، قال في صحيفة “موسكوفيت”: “لقد أعطى البريطانيون دفعة لمشاركة الناخبين، وكلما زاد الضغط الذي يمارسه الغرب على روسيا، قلت حظوظ الليبراليين، إذا كنت تريد هزيمة الروس، فعليك أن تحبهم، يمكن خنق روسيا فقط من خلال معانقتها، ولكن من لديه الجرأة على القيام بمثل هذا النوع من المضايقات؟”.

دعم الاستبداد

وعلى الرغم من حصول بافيل جرودينين، المرشح الشيوعي، على نسبة أصوات أعلى مما كان متوقعا، وظهور شخصية جديدة من المعارضة الليبرالية، كسينيا سوبتشاك، التشاؤم يسود آفاق المعارضة في البلاد.
” إذا أصبح بوتين أوتوقراطيًّا، فإنه يقع على عاتقنا مسؤولية كل شيء”، يكتب ستانيسلاف كوتسير، رئيس تحرير الصحيفة، ويضيف: “أنا لا أعرف من كان متعاونًا لتحقيق هذا الانتصار الجديد، مؤيدوه أو معارضوه السياسيون، الذين لم يسبق لهم على مدار ثمانية عشر عامًا التوافق والتوحد، وبذلك، ففكرة وجود معارضة حقيقية فقدت مصداقيتها، بدلا من بوتين أود استدعاء هؤلاء للكرملين لمنحهم وساما”.