إبراهيم سمعان

أكدت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية أن روسيا تنتظر نظاما سياسيا جديدا بعد الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه مع اقتراب ولاية بوتين الرابعة من نهايتها، انفجر نقاش جاد في قاعات السلطة وفي أوساط النخبة السياسية في البلاد، قد يفضي إلى تغيير النظام الدستوري الروسي بشكل يحدد نوع البلد بعد حقبة بوتين.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن “أولجا كريشتانوفسكايا”، رئيسة مؤسسة “كريشتانوفسكايا لابوراتوريز” للفكر الاجتماعي، القول: “في أي نظام استبدادي، فإن أخطر لحظة هي انتقال السلطة”، متوقعة اندلاع اضطرابات في روسيا عندما يترك قائد قوي لفترة طويلة ـ مثل بوتين ـ السلطة.

وأشارت “كريشتانوفسكايا” إلى أن هذه اللحظة قد تجلب الفوضى وحربا بين النخب، موضحة أن بوتين يدرك هذا التهديد، وقد يفكر في طريقة لدعم رئيس جديد يحافظ على الاستقرار.

 

ومضت الصحيفة تقول: “لم يقم بوتين بإعداد خليفة له من داخل دائرته الضيقة، ولم يسمح بالمنافسة السياسية الحرة التي يمكن أن تدفع بشخص إلى الأمام”.

ونقلت عن خبراء قولهم إن مشكلة بوتين هي أنه ليس لديه الشخص الذي يسلمه الدفة.

 

ونقلت “جليب بافلوفسكي” عن المستشار السابق في الكرملين، قوله: لم يعد لدينا أي صفوة منفصلة عن بوتين، الناس المرتبطون بهذا النظام يعتمدون عليه بشكل كامل، لا توجد ضمانات لهم إذا ما غادر بوتين، لذلك، فهم خائفون من تلك الحقيقة”.

 

ونوهت الصحيفة لوجود 3 خطط قيد البحث للانتقال من حقبة بوتين مع الحفاظ عليه بنفس سلطته العليا.

ومضت تقول “الخطة الأولى هو إنشاء دولة جديدة من اتحاد روسيا وبيلاروسيا، الأمر الذي يتطلب هياكل سياسية جديدة لحكمها”.

 

ونقلت عن سيرجي ماركوف، المستشار السابق لبوتين، قوله: الناس يتحدثون بالتأكيد عن دولة اتحادية جديدة يمكن أن تحل الكثير من المشاكل، لكن ثبت أن الأمر معقد للغاية للتطبيق في الواقع، وليس من الواضح كيف يمكن أن يحدث الآن.

 

أما الخطة الثانية فتتصور توسيع صلاحيات مجلس الدولة، وهي هيئة استشارية من الكرملين تتداول بالفعل بشأن مسائل السياسة العليا ولكن ليس لديها سلطة رسمية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فسيكون من الممكن تعديل الدستور لتخويل المجلس الصلاحيات الرئيسية، ما يجعله أقرب إلى المكتب السياسي في الحقبة السوفيتية، مع بقاء بوتين كرئيس له بعد انتهاء فترة رئاسته.

 

ونقلت الصحيفة عن “نيكولاي بيتروف”، أستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد العليا في موسكو، قوله “ليس من الواضح مقدار التغيير الدستوري المطلوب، الأمر الرئيسي هو أن بوتين سيكون بحاجة للسيطرة على القوات العسكرية والأمنية”.

أما الخطة الثالثة فهي  تحويل روسيا إلى جمهورية برلمانية، وربما إبقاء بوتين رئيسًا رمزيا للدولة.

 

ومضت الصحيفة تقول “يعتقد بعض المحللين أنه سيتعين اتخاذ قرارات رئيسية قريبا، حتى يتسنى إجراء ترتيبات السلطة الجديدة بسلاسة قبل نهاية فترة رئاسة بوتين الرئاسية الحالية في عام 2024، بينما يقول آخرون إن الاختيارات ستطرح لأطول فترة ممكنة، على أمل أن المواجهة العميقة بين روسيا والغرب يمكن أن تحل نفسها، وبالتالي تجعل من السهل المخاطرة بالانتقال إلى رئيس منتخب جديد داخل النظام القائم”.

طالع النص الأصلي من المصدر الأصلي من خلال الضغط هنا