2000 يوماً مروا منذ أن شن التحالف العربي بقيادة السعودية هجومًا عسكريًا في اليمن، لدعم حكومتها الشرعية ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وحتى الآن، لم يتغير شيء يذكر على ساحة الصراع اليمنيمة، بل خُلقت أكبر أزمة إنسانية في واحدة من أفقر دول المنطقة.
بدأ التدخل العسكري في 25 مارس 2015 بناء على طلب الرئيس “عبد ربه منصور هادي” الذي طرده الحوثيون من العاصمة صنعاء بعد أن سقطت تحت سيطرة الميليشيات الشيعية في 21 سبتمبر 2014.
في البداية، رحب اليمنيون بتدخل التحالف العربي في البداية حيث كانوا يأملون في أن ينتهي حكم الحوثيين في غضون أسابيع قليلة -كما وعد محمد بن سلمان-، مع ذلك، لا زالت الحرب مستمرة دون تحقيق انتصار يذكر، بالإضافة إلى الأضرار التي خلفتها الحرب.
استطاع التحالف العربي والقوات الحكومية والميليشيات الأخرى التي يدعمها من استعادة بعض المحافظات بشكل رئيسي في الجنوب والغرب والجنوب الغربي، ولا يزال الحوثيون يسيطرون على معظم المحافظات الشمالية مثل إب، ذمار، عمران، وريمة.
على الرغم من ذلك، لا زال الصراع مستمر، بل وتصاعدت الاشتباكات العسكرية بصورة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين على عدة جبهات، أبرزها محافظة مأرب الغنية بالنفط، على بعد 120 كيلومترًا شرق صنعاء، وحتى الآن باءت محاولات الحوثيين للسيطرة على المدينة من الحكومة اليمنية بالفشل.
منذ بداية العام الجاري، عانت القوات الحكومية من انتكاسات كبيرة على الأرض في الاشتباكات مع الحوثيين.
لا يزال الهدف الرئيسي للتحالف العربي المتمثل في استعادة صنعاء بالكامل وإعادتها عاصمة رسمية للبلاد بعيد المنال، في يناير مثلاً، سيطر الحوثيون على معظم مديرية نهم، البوابة الشرقية لصنعاء، بعد أن انتزعها من الجيش اليمني.
منذ ذلك الحين، واصل الحوثيون تقدمهم وسيطروا على وسط مدينة الجوف وجبهة قانية الإستراتيجية بمحافظة البيضاء إحدى بوابات مأرب، آخر معقل حكومي في الشمال.
على الصعيد الآخر، شن التحالف عددا كبيرا من الضربات الجوية على مناطق يمنية راح ضحيتها عشرات المدنيين.
في مارس من هذا العام، أصدر الحوثيون تصريحات على لسان المتحدث العسكري يحيى سريع أن التحالف شن أكثر من 257000 غارة جوية على اليمن منذ بدء التدخل.
من ناحية أخرى، أفاد الحوثيون بأنها أطلقت أكثر من 410 صاروخ باليستي على منشآت حيوية سعودية.
من جانبه، قال التحالف في يونيو حزيران إنه اعترض 313 صاروخا باليستي تم إطلاقه على أراضيه بينما تم أيضا إسقاط وتدمير 357 طائرة بدون طيار، ولعل أهم غارة جوية للتحالف هي تلك التي قتلت “صالح الصمد”، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين، في أبريل 2018، عندما استُهدفت سيارته في ميناء مدينة الحديدة.
وعلى العكس من ذلك، وقعت أسوأ الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون على المملكة العربية السعودية في سبتمبر 2019، عندما استخدموا طائرات بدون طيار لاستهداف منشأتين لإنتاج النفط تملكهما شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية.
وأسفرت الهجمات عن إغلاق مؤقت لنحو 5.7 مليون برميل يوميا من الخام، أو نحو نصف إنتاج أرامكو، إضافة إلى ملياري قدم مكعبة من الغاز المصاحب.
اُتهم التحالف بالابتعاد عن هدفه الأساسي المتمثل في دعم الحكومة الشرعية في اليمن ومساعدتها في التحكم في السلطة، وتحرير الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
كثيرًا ما انتقد اليمنيون، بمن فيهم مسؤولون حكوميون، السعودية والإمارات لإرسالهما قوات إلى مناطق بعيدة عن نفوذ الحوثيين، لا سيما في محافظات سقطرى، والمهرة، والتي بطبيعة الحال لم تسفر إلا عن خسائر بشرية فادحة.
يواصل المواطنون اليمنيون دفع ثمن الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث أصبح ملايين الأشخاص على شفا مجاعة في بلد لا نهاية تلوح في الأفق للحرب على أراضيها.

ترجمة العدسة عن صحيفة لامينيت الفرنسية.. للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا