نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية مقال رأي للأستاذ المختص في تاريخ الشرق الأوسط بمعهد الدراسات السياسية بباريس، «جان بيير فيليو»، أكد فيه أن نظام بشار الأسد يعد المسؤول الأول عن الدمار والخراب الذي لحق بسوريا، كما أنه يعتبر المستفيد الأول من عملية إعادة إعمارها.

وذكر الكاتب أن الخسائر البشرية التي نتجت عن الصراع في سوريا، المستمر منذ ست سنوات ونصف، وصلت إلى قرابة نصف مليون قتيل في دولة يبلغ تعداد سكانها 22 مليون نسمة. وفي الأثناء، اضطر نصف سكان سوريا إلى مغادرة البلاد واللجوء إلى دول أخرى.

وأوضح أن البنك الدولي قدر تكلفة الدمار الذي لحق سوريا بأربعة أضعاف ناتجها المحلي الإجمالي المسجل بتاريخ سنة 2010.
وأشار «فيليو» إلى أن الدعم الجوي الروسي والحضور الإيراني برا من خلال المليشيات التابعة لها، لعبا دورا في نجاح النظام في استعادة بعض المناطق التي أصبحت أشبه بالأطلال. فضلا عن ذلك، ساهمت هذه المساندة العسكرية في دفع عدد هام من الأهالي إلى النزوح.

و كثف النظام من عملياته التخريبية بصفة ممنهجة منذ سنة 2012، مستهدفا الأحياء المناهضة له.
وتسببت هذه الاستراتيجية في إرغام ملايين السوريين على الفرار إلى دول أخرى.

وأشار الكاتب إلى أن التوجهات الدينية تقف بالأساس وراء تدخل إيران وميليشياتها في سوريا، حيث تحتضن إحدى ضواحي مدينة دمشق مرقد السيدة زينب ابنة الإمام علي وشقيقة الحسين، في حين تعد هذه الشخصيات مقدسة عند الشيعة.

ونوه الكاتب إلى أن التحدي الأكبر في خضم معضلة إعادة إعمار سوريا يرتكز أساسا في مدينة حمص، حيث تم تدمير قرابة 23 في المئة من منازلها، كليا أو جزئيا. وأشار البنك الدولي إلى أن حجم هذا الدمار يصل إلى نسبة 31 في المئة في مدينة حلب. ولكن هناك شكوك تحوم حول مدى دقة هذه النسب، نظر لأن نصف الأراضي في سوريا ليست مسجلة بشكل دقيق، مشددا على أن هناك أطرافا أجنبية أخرى تنوي المشاركة في عملية إعادة الإعمار، لكن دون أن تبادر بوضع يدها في يد النظام.