ترجمة العدسة عن صحيفة تيفي 5 موند الفرنسية

في توسع دولي كامل لحركة “Black Lives Matter”، يرى العديد من اليمنيين السود، أن التمييز العنصري ضدهم يتفاقم ويضاف إلى الأزمة الإنسانية الخطيرة التي ضربت البلاد إثر الحرب، وتسببت في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

حركة Black Lives Matter هي حركة أمريكية نشأت عام 2013 للدفاع عن حياة أصحاب البشرة السمراء، وعاودت الظهور بشدة على الساحة عقب الاحتجاجات التي هزت العالم بعد مقتل الأمريكي “جورج فلويد”، وهو مواطن أمريكي من أصول أفريقية ويحمل بشرة سمراء، والذي قتل على يد شرطي أمريكي في ولاية “مينابوليس” بعد إلقائه على الأرض وخنقه بصورة متعمدة حتى الوفاة.

في العاصمة اليمنية صنعاء، قال “هيثم حسن” إنه لا يزال يشعر بالتمييز بشكل يومي، حيث يُطلق عليه دائماً “العبد” أو “الخادم” بسبب بشرته الداكنة، وفي صنعاء، يتركز أفراد هذه الأقلية التي تسمى “المهمشون” أو “اليمنيون الأفارقة” أو “الأخدام”، في “المحاوي”، وهو حي فقير جنوب صنعاء، مكون من الأكواخ المصنوعة من الورق المقوى والحديد والخيام وعدد قليل من المنازل “الدائمة، مع مرافق شبه منعدمة حيث تطبخ النساء في الشارع.

وأضاف “هيثم”: “يبدو الأمر كما لو أننا مواطنون من الدرجة الثانية حتى لو كانت لدينا وثائق هوية يمنية”، وفي المدارس، يعاملون أطفالنا بشكل مختلف ولا يتم النظر إلينا في الشارع وفي الأسواق”.

في تعليقها على العنصرية التي يعاني منها “المهمشون” في اليمن، قالت جماعة حقوق الأقليات الدولية: “هناك جدل حول الأصول العرقية لهم، يعتقد البعض أنها منحدرة من عبيد أفارقة أو جنود إثيوبيين من القرن السادس، ويعتقد البعض الآخر أنهم من أصل يمني”.

تسرد المنظمة غير الحكومية على موقعها على الإنترنت الصعوبات التي يعاني منها أقلية “المهمشين”: “ظروف المعيشة السيئة وغير آدمية، لا يتم الالتفات إليهم ولا إمدادهم بالخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والتعليم، كما تنتشر البطالة بينهم، ومن يعمل منهم يمتهن بعض المهن البسيطة كجمع القمامة وأعمال التنظيف”.

بحسب التقديرات، يشكل أفراد هذه الأقلية ما بين 2 و10٪ من أصل 27 مليون يمني خارج النظام القبلي، الركيزة الأساسية للمجتمع اليمني، والدرع الواقي لأعضائه، مما يبرز ضعفهم، بحسب المتخصصين. وقال أحد ممثلي المجتمع المحلي في صنعاء، “مجاهد عزام”، “نعاني من التمييز ولكن حان الوقت لنحصل على حقوقنا كاملة”.

الأطراف المتنازعة في الحرب اليمنية تحاول مؤخراً استخدام ملف “اليمنيون الأفارقة” لكسب أرضية سياسية وشعبية، حيث دعا زعيم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومعظم شمال اليمن “عبد الملك الحوثي” في ​​يونيو إلى “دمج” أعضاء هذا المجتمع في المجتمع اليمني، وتحدث عن برنامج طويل المدى لتحقيق ذلك، مما رفع الآمال بين البعض مثل “هيثم”، الذين رأوا أن هذه الدعوة قد “تساعد في تغيير المواقف تجاهنا”.

من جانبه، قال رئيس الاتحاد الوطني “نعمان الحذيفي” إن الحوثيين يحاولون السعي إلى “جذب أفراد هذه الجالية إلى صفوف المتمردين” وصرح لوكالة فرانس برس عبر الهاتف أن المتمردين “يريدون إرسالهم للقتال على جبهات الحرب”، التي مزقت اليمن بالفعل.

“أفراح ناصر” الباحثة في هيومن رايتس ووتش علقت على الأمر قائلة: “قبل النزاع، لعقود، وضع النظام الطبقي في اليمن المهمشون في أسفل الهرم الاجتماعي”، مؤكدة أن الحرب زادت من هذا الوضع، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، مما يجعل حياة هذا المجتمع مثل “الجحيم على الأرض”، مع مساعدات إنسانية أقل من اليمنيين الآخرين.

بحسب “السيد الهادي”، فقد شارك المهمشون في النزاعات التي دخلت اليمن عام 2011 في أعقاب الربيع العربي وشاركوا في الحوار الوطني الذي كان من شأنه “خلق” يمن جديد، خاصة بعد رحيل الرئيس السابق “علي عبد الله صالح”، تحت ضغط من الشارع، ولكن منذ عام 2014، خففت الحرب من هذا الزخم، مضيفاً إنه “أمر مؤسف لكن لا شيء سيتغير في اليمن لأن البنية الاجتماعية معقدة للغاية مع التمييز على أساس الانتماء القبلي أو الإقليمي أو الطائفي”.

للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا

اقرأ أيضًا: الإندبندنت: تقرير حقوقي يكشف ارتكاب جرائم حرب داخل السجون اليمنية