ترجمة العدسة عن صحيفة اويست فرانس الفرنسية

يعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث الفقر والمرض والدمار، وهو أمر أجبر منظمات الإغاثة العالمية ومؤسسات الصحة الأممية على تقديم مساعدات عاجلة للقاطنين في تلك البؤرة التي تشهد صراعًا عنيفًا بين السلطة والنفوذ، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

الحرب التي تشهدها اليمن منذ خمس أعوام تسببت في وقوع ملايين السكان ضحايا للأمراض والأوبئة، خاصة وباء الكوليرا الذي أصب حوالي 1.3 مليون يمنياً، و2700 حالة وفاة، معظمهم من الأطفال، وتخشى المنظمات غير الحكومية من وقوع خسائر فادحة في الأرواح حيث يتجنب اليمنيون المستشفيات بسبب وباء كوفيد-19 هناك.

النظام الصحي في اليمن يعاني بالفعل من أزمات كارثية خلفتها الحرب، كالفقر والمجاعة، ويعاني الآن من وباء كوفيد-19، ومع عدم توافر المستلزمات الطبية والأدوية والمقومات الحيوية لمواجهة الأمراض فإن اليمن الآن يواجه صعوبة في التعامل مع حالات الكوليرا.

في العادة، يُمكن علاج الكوليرا باستخدام تدابير بسيطة، منها تناوُل أدوية الجفاف، وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة لسلالة المرض، ورغم سهولة العلاج، إلا أن الحصول عليه في مناطق الصراع كاليمن يظل صعبا، وهو ما يؤدي إلى زيادة نسب الوفاة الناجمة عن الإصابة بذلك المرض.

ارتفعت معدلات الإصابة بوباء الكوليرا بين المدنيين في اليمن لتتضاعف معاناتهم؛ إذ تعيش البلاد ويلات حرب مستمرة منذ سنوات بين القوات الموالية للرئيس “عبد ربه منصور هادي”، المدعومة من قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، وبين الحوثيين، المدعومين من إيران.

تراكم النفايات في الشوارع، وتدمير نظام إمدادات مياه الشرب، وسوء التغذية وعدم توفر العلاج وبعد نحو خمس سنوات من الحرب الأهلية، تخشى اليمن الآن من حدوث كارثة جديدة ناجمة عن الكوليرا بعد كارثة كورونا، الذي سجلت اليمن أول حالة رسمية مصابة به في أبريل/نيسان، لتبلغ عدد حالات الإصابة حتى الأربعاء 29 يوليو/تموز الجاري نحو 1703 حالة، و484 حالة وفاة، بحسب التصريحات الرسمية التي يعتقد الكثيرون أنها أقل بكثير من الواقع.

منذ بداية الأزمة، أغلقت العديد من المستشفيات خدماتها لتجنب الحضور المفرط، كما تجنبت النساء الحوامل والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الذهاب إلى المراكز الصحية منذ تفشي الوباء.

في حواره مع الصحيفة، أكد “غسان أبو شعر”، رئيس العمليات في اليمن لأطباء بلا حدود، أن الأمر لم يتوقف على الأزمات الإنسانية المترتبة على الفقر والحرب ولكن زاد علي ذلك انتشار مرض الكوليرا.

وأضاف “أن المشكلة اليوم هي النظام الصحي الذي انهار بشكل تام، يجب أن نبحث عن طريقة ما لإعادة تنشيطه.

بحسب ما قالته منظمة الصحة العالمية فإن ” نصف المصابين بالكوليرا الذين لم يتم تشخيص حالتهم يمكن أن يموتوا بسببه، في حين أنه إذا تم اكتشاف المرض في الوقت المناسب، فإن 1 ٪ فقط من الأشخاص المصابين لن يستطيعوا التغلب عليه”.

صرح ” محسن صديقي”، مدير منظمة أوكسفام اليمن: “أن الحرب دمرت المراكز الصحية والبنية الأساسية لحياة اليمنيين وتركت المجتمعات أكثر عرضة للفيروسات والأمراض”.

للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا

اقرأ أيضًا: لوموند: انفصاليو اليمن يتنازلون عن الحكم الذاتي