إبراهيم سمعان
الاتفاق السري الذي عقد بين مصر والأردن والمملكة العربية السعودية من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى على وشك التنفيذ والخاص بالقضية الفلسطينية أو ما يعرف إعلاميا بـ”صفقة القرن”.
تحت هذه الكلمات قالت صحيفة “lexpression” الناطقة بالفرنسية: إن مداخلة محلل سياسي سعودي في برنامج (نقطة حوار) على قناة (بي بي سي) العربية، والتي تبث من دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يكن فقط بالونة اختبار للرأي العام العربي، وإنما مؤشر على قراءة آخر التطورات في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضافت “السياسي السعودي نصح بشكل واضح الفلسطينيين لقبول تسوية الحصول على جزء من القدس حيث توجد الأماكن المقدسة للمسلمين، وستدار من قبل السعودية، التي لديها خبرة واسعة في إدارة الأماكن المقدسة، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية”.
وتابعت ” هذا الاقتراح يقدمه السياسي السعودي باعتباره إنجازًا سياسيًا هائلًا للفلسطينيين”، مشيرة إلى أنه من الواضح أن هذا المتحدث هو أكثر من مجرد سياسي وبيانه أكثر من مجرد اقتراح، خاصة وأن السعودية التي نصبت نفسها زعيمًا للعالم السني، تعتبر نفسها مخولةً بإدارة الأماكن المقدسة للمسلمين.
وأكدت أن هناك أسبابًا كثيرة للاعتقاد بأن الإصرار السعودي على المسرح الدبلوماسي الدولي يهدف إلى جعل المملكة الوهابية هي الدولة المحورية للعالم الإسلامي وصاحبة مصلحة لإبرام تسوية (على طريقتها الخاصة) للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يبدو أنه في حالة انسداد كلي، في ظل الانقسام بين الفلسطينيين واشتباكات النفوذ بين فتح وحماس.
ولفتت الصحيفة الناطقة بالفرنسية إلى ما نشرته نظيرتها المصرية “المصري اليوم” السبت الماضي حيث قالت إن هناك صفقة أبرمت بين المملكة السعودية ومصر والأردن من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضحت أن الصفقة تشمل، إلى جانب أمور أخرى، تبادل أراضٍ بين مصر وإسرائيل للتغلب على مشكلة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ووفقا لهذا المنظور ستتخلى مصر عن جزء من سيناء للفلسطينيين، مقابل أراضٍ مماثلة لصحراء النقب الغربي التي ضمتها إسرائيل. وتبلغ 720 كيلو متر.
من جهة أخرى، كشفت “سبوتنيك” الروسية نقلاً عن صحيفة العربي الجديد، أن الاتفاق السياسي أبرم بين هذه الأطراف نفسها، وتفيد التقارير أيضا أنه في اتصال عبر الهاتف مع جاريد كوشنر، مستشار، وكذلك مسؤول أمريكي آخر على مقربة من “صفقة القرن” تطرق عباس كامل، مدير المخابرات العامة على اقتراحين آخرين قدمتهما السعودية ومصر.
وبين أن الاقتراحين بخصوص تعديل شروط “صفقة القرن”، فيما يتعلق بحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، من أجل السماح للرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورؤساء الدول العربية الآخرين لتوقيع الاتفاق، دون تعريض أنفسهم لغضب شعبي.
وبحسب مصادر دبلوماسية أمريكية ومصرية “من بين المقترحين السعودي المصري، اللذين قدما للجانب الأمريكي، سيتضمن بيان إدارة ترامب، أن الولايات المتحدة على الرغم من اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتهم هناك، فهي لن تنكر حق الوصول إلى الأماكن المقدسة في المدينة للفلسطينيين والشعوب الإسلامية ودعم حقوق الفلسطينيين في العيش بسلام داخل المدينة المقدسة.
وتؤكد المصادر أن “الرئيس محمود عباس لا يزال يرفض التوقيع على الاتفاق، على الرغم من الضغوط عليه من قبل مصر والسعودية، والتي كان آخرها إغراءه بالمساعدة المالية والسياسية.
وتنوه الصحيفة الفرنسية إلى أن الزعماء السياسيين الفلسطينيين، لا سيما قادة فتح وحماس، يفقدون مصداقيتهم في نظر السكان الذين يرون أن قضيتهم أصبحت بلا معنى لها وأن تضحياتهم تذهب سدى، وفي الواقع، تحتاج فتح وحماس إلى وسائل مالية ورعاة خارجيين لتأمين سيطرتهم على الضفة الغربية وغزة.
وأكدت أنه على هذا النحو، فإن “الصفقة” ستدعم هذا الجانب المالي الذي “سيشمل مبالغ كبيرة في شكل مساعدات لتحسين الظروف المعيشية في الأراضي الفلسطينية ولإعطاء السلطة دفعة شعبية”.
أما الأردن، الذي له حدود مهمة مع الضفة الغربية، يخشى من قنبلتين موقوتتين، واحدة اجتماعية- سياسية مرتبطة بسكانه من الأغلبية الفلسطينية، والأخرى ذات الصلة بمشكلة نقص المياه، ولهذا السبب يخشى الأردن من أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس يثير انتفاضة ثالثة.
وأوضحت أن الملك الأردني عبد الله الثاني قد صرح بوضوح للإدارة الأمريكية بأن السيناريو التنظيمي الحالي سيؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة، وأن التحدي ليس للعثور على الرقم الفلسطيني الذي هو على استعداد للتوقيع على الاتفاق، ولكن المشكلة الرئيسية تتمثل في منع اندلاع انتفاضة ثالثة.
اضف تعليقا