العدسة – إبراهيم سمعان

كشفت صحيفة “لوتون” السويسرية أن القرارات التي اتخذها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز واستهدفت قطاعات واسعة من القوات المسلحة لها علاقة مباشرة بقصف قاعدة عسكرية في اليمن.

وأوضحت الصحيفة الناطقة بالفرنسية أن التغييرات التي شهدتها السعودية، مساء الاثنين، وأسفرت عن إقالة كبار قادة الجيش، لم يقدم لها أي تفسير رسمي، لكنها تأتي بعد ثلاث سنوات من تدخل المملكة عسكريا في اليمن إلى جانب القوات الحكومية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

ونقلت “لوتون” عن تيودور كاراسيك، الخبير في الشأن الخليجي بمعهد ” Gulf States Analytics” أن ما تشهده البلاد “تحول عسكري يجري في السعودية”.

وأمر العاهل السعودي بإقالة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبد الرحمن البنيان وإحالته إلى التقاعد، وتعيين الفريق ركن فياض الرويلي بديلاً عنه، كما أقال أيضا قائد قوات الدفاع الجوي، محمد بن سحيم، وعين الفريق ركن مزيد العمرو بديلاً له.

وشملت التغييرات أيضا إعفاء الفريق ركن فهد بن تركي آل سعود من منصبه قائداً للقوات البرية، وتعيينه قائداً للقوات المشتركة، وتعيين الفريق ركن فهد المطير بديلاً له، وتعيين الفريق ركن مطلق سالم الأزيمع نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، والفريق طيار ركن تركي بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، قائداً للقوات الجوية والفريق ركن جارلله العلوي قائداً لقوة الصواريخ الاستراتيجية.

وقالت الصحيفة إن هذه التغييرات لها علاقة باستهداف الطيران السعودي عن طريق الخطأ قاعدة للجيش اليمني، الحليف للمملكة، ما خلف ما بين 6 إلى 20 قتيلا، إضافة إلى 15 جريحا، وفقا لما ذكرته مصادر عسكرية مؤيدة للحكومة اليمنية.

ورأت أن تعيين عدد كبير من الشباب أيضا، بموجب الأوامر الملكية، في مناصب عليا بالسعودية، الغرض منه استكمال مشروع توسيع سلطات ولي العهد في كامل مؤسسات الدولة.

وبينت أن الملك سلمان، أصدر أيضا سلسلة من التعيينات المدنية، التي شملت ترقية كبار المسؤولين إلى المناصب الرئيسية كنواب الوزراء ونواب المحافظات ومستشاري البلاط الملكي، وفي قرار نادر قلما يحدث في السعودية، تم تعيين تماضر بنت يوسف الرماح نائبا لوزير العمل.

الصحيفة السويسرية أشارت أيضا إلى تعيين الأمير تركي بن ​​طلال، نائبا لحاكم محافظة عسير، وهو شقيق الأمير الملياردير الوليد بن طلال، الملقب بـ ” وارن بافت السعودية” والذي كان ضمن الأمراء والوزراء وكبار رجال الأعمال الذي اعتقلوا في فندق “ريتز كارلتون” الفاخر الرياض كجزء من حملة غير مسبوقة ضد ما تسميه الحكومة مكافحة الفساد.

وأكدت أن ولي العهد البالغ من العمر (32 عاما)، والذي يرأس وزارة الدفاع، سعى لتعزيز سلطته في الأشهر الأخيرة، من خلال قرارات اقتصادية واجتماعية، واتباع سياسة إقليمية قوية، بما في ذلك القيام منذ عام 2015 بتدخل عسكري في اليمن المجاورة، والذي يعتبر حربا بالوكالة مع إيران، العدو اللدود.

ووصفت الأمم المتحدة الصراع في اليمن بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، حيث لقى أكثر من 9200 شخص مصرعهم، وأصيب ما يقرب من 53 ألف شخص، كما توفى حوالي 2200 شخص بسبب الكوليرا، وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية.

وقالت إيران الاثنين إن النزاع في اليمن جاء نتيجة مبيعات أسلحة بريطانية وأمريكية إلى السعودية ورفضت الاتهامات الموجهة إلى طهران بإرسال أسلحة إلى المتمردين الحوثيين.