العدسة_ ترجمة: هادي أحمد
قال موقع publicsenat الفرنسي، إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعلن عن دعمه القوي لنظيره المصري عبد الفتاح، رغم سجل الأخير الكارثي فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما مساء الثلاثاء فى العاصمة الفرنسية.
ولفت الموقع إلى أن ماكرون وبدلا من تسليط الضوء على مسألة انتهاك الحريات فى مصر ، أكد فى المقابل على التعاون الأمني المشترك، بين فرنسا ومصر في مجال مكافحة الإرهاب، ورفض “إعطاء دروس” بشأن مسألة حقوق الإنسان لنظيره عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته الرسمية لباريس .
وأضاف الموقع أن ماكرون رفض بشدة الاتهامات الموجهة إلى ضيفه بشأن انتهاك حقوق الإنسان التي وصفتها العديد من المنظمات غير الحكومية بأنها “كارثية”.
الرئيس الفرنسى و عبدالفتاح السيسي
وصرح ماكرون بعد غداء جمعه مع السيسي في قصر الإليزيه “فرنسا تقف الى جانب مصر لأن أمن هذا البلد الصديق هو أيضا أمننا”، ليؤكد بذلك استمرار السياسة الفرنسية التي تعتبر القاهرة الحصن الرئيسي ضد الإرهاب في الشرق الأوسط.
وأوضح الموقع الفرنسي إلى أن منظمات حقوق الإنسان على مستوي العالم توجه أصابع الاتهام للرئيس المصري بأنه المسؤول عن أسوأ أزمة لحقوق الإنسان تشهدها مصر منذ سنوات.
ولفت الموقع إلى أن هذه المنظمات تدين بشكل دائما عمليات الاعتقالات الجماعية، وأحكام الإعدام التي تصدر بحق معارضين، وعمليات التعذيب واسعة النطاق التي تنفذها الأجهزة الأمنية بحق المعتقلين .
انتهاكات الشرطة المصرية بحق المواطنين
تجاهل القمع
وطالبت “هيومن رايتس ووتش”، فى بيان لها صدر الاثنين فرنسا بالتوقف عن تجاهل الانتهاكات في مصر لافتة إلى أن يتوجب على الرئيس ماكرون إنهاء حقبة من التساهل مع القمع .
وقالت المنظمة إن على الحكومة الفرنسية أن تجعل حقوق الإنسان مسألة مركزية في علاقتها مع مصر. وعلى فرنسا التوقف عن تجاهل الانتهاكات الخطيرة، بما فيها استخدام أجهزة الأمن المصرية التعذيب على نطاق واسع ومنهجي، والذي من المحتمل أن يشكل جريمة ضد الإنسانية.
وذكرت أن الاجتماعات التي من المقرر أن يعقدها الرئيس المصري مع الرئيس الفرنسي ورئيسيّ “الجمعية الوطنية” و”مجلس الشيوخ” الفرنسيَّين، يجب أن تكون فرصة لمراجعة الدعم الاقتصادي والأمني والعسكري المقدم من فرنسا إلى الحكومة المصرية، وجعل ذلك الدعم مشروطًا بتحسن ملموس للحقوق.
وأضافت المنظمة أن الحكومة المصرية في ظل حكم السيسي أظهرت تجاهلا تاما لدستور البلاد والقانون الدولي.. وأشرف السيسي على أسوأ أزمة حقوقية في مصر منذ عقود.. اعتقلت السلطات المصرية 60 ألف شخص على الأقل وأخفت قسرا المئات لعدة أشهر في وقت واحد.
كما صدرت أحكام إعدام أولية على مئات آخرين، وحاكمت أكثر من 15 ألف مدني في محاكم عسكرية. كانت الفئة المستهدفة بشكل رئيسي جماعة “الإخوان المسلمون”، أكبر حركة معارضة في البلاد، ولكن لم تنج أي مجموعة سلمية تقريبا من القمع.
طائرات الرافال
صفقات السلاح
ورجح مراقبون أن كلمة السر فى تجنب الرئيس الفرنسي فتح المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان مع ضيفه المصري ربما ترجع إلى صفقات السلاح التي أبرمها الطرفان خلال السنوات الأخيرة وتجاوزت مليارات الجنيهات .
وقال الموقع الفرنسي إن الرئيس المصري سيواصل اجتماعاته حتى نهاية زيارته يوم الخميس، وسيقوم عدد من العقود الاقتصادية وصفقات السلاح .
وأوضح أن الجانب المصري، ومنذ 2015، أبرم صفقات سلاح مع فرنسا بلغت قيمتها 6 مليارات يورو من بينها 24 طائرة مقاتلة رفال، وفرقاطة وحاملة طائرات من طراز ميسترال ، بجانب صفقات صواريخ .
دبابات الجيش على مداخل ميدان التحرير
ظروف أمنية
صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في باريس أنه ليس ” من الوارد إعطاء دروس” لأي بلد في مسألة حقوق الإنسان.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي في قصر الإليزيه “أنا مدرك للظروف الأمنية التي يتحرك فيها الرئيس السيسي، لديه تحدي استقرار بلاده ومكافحة التطرف الديني”، متابعا “أؤمن بسيادة الدول ولا أعطي دروسا للآخرين كما لا أحب أن يعطي أحد بلادي دروسا”.
من جهة أخرى قال ماكرون إن “فرنسا تدافع عن حقوق الإنسان ومن مصلحة الرئيس السيسي أن يسهر على الدفاع عن حقوق الإنسان، لكن في إطارٍ تقرره الدولة المصرية وحدها”.
اضف تعليقا