إبراهيم سمعان

تتكشف المعلومات كل يوم حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث تنشر الصحف التركية سيناريوهات للعنف غير المسبوق، لفرقة الاغتيالات التابعة للمملكة التي تخلصت من هذا الشخص الذي تجرأ على انتقاد النظام، وكيف شوهت هذه الحادثة صورة السعودية وأميرها الشاب محمد بن سلمان.

 

وقالت صحيفة “لوبس” الفرنسية : كتب خاشقجي، في “واشنطن بوست” حتى مقتله، عن الحرب الدامية التي تشنها السعودية في اليمن وكيف تضر بالمملكة أكثر من غيرها، لكن في النهاية الجريمة التي ارتكبت بحقه تكشف عن الوحشية الجديدة للملكية النفطية والطبيعة الحقيقية للنظام ومحمد بن سلمان، الذي اعتبره الغرب وعد بالحداثة.

وأشارت إلى أن ولي العهد كان يروج لفتح صفحة جديدة لنظام ملكي رجعي، وأنه يريد كبح جماح السلطات الدينية، من أجل الإصلاح، بينما أكبر وكالات الإعلان ورجال الأعمال وخريجي الجامعات الأمريكية ظلوا ينظرون للرياح الجديدة التي كانت تهب على مملكة النفط.

 

وبينت أنه في إطار ذلك نُظم مؤتمر ضم شباب سعوديين، من بين آخرين، في اليونسكو للإشادة بخطة التنمية الاقتصادية لمحمد بن سلمان “رؤية 2030” وإصلاحاته من أجل تحسين صورة المملكة، لكن يبدوا أنهم كانوا في عجلة من أمرهم.

 

ونوهت بأن الكثير أشاد بالحملة التي أطلقها بن سلمان تحت اسم “مكافحة الفساد”، ووضع من خلالها أمراء ورجال أعمال ومسئولون تحت الإقامة الجبرية، من دون ملاحظة أن وريث العرش لم يطبق على نفسه القانون الذي سنه.

 

وقالت إن الترحيب بوقوف ولي العهد وراء منح النساء حق قيادة السيارات وصور أول امرأة تجلس خلف المقود حجب حقيقة أن هذا القرار، سبقه سجن ناشطات في المملكة لسنوات (من بينهم عائشة المانع)، لافتة إلى أن الرسالة كانت واضحة: ما حدث مكتسبات للأمير فقط وليس قتال ضد قوانين المملكة.

 

وبينت أن الجميع لم يتحدث، حتى عن القليل من استبداده، بعد الطريقة التي استدعى بها السياسيين في المنطقة ليملي عليهم أوامره (محمود عباس لتكون أبو ديس كعاصمة لفلسطين) ، أو أن يقدموا استقالتهم (سعد الحريري).

وأكدت أنه بالنسبة للغرب وفرنسا،  الأمر لم يكن سوى عقود أسلحة وطائرات، أما بالنسبة للبقية فكانوا يرون أنه في عصر محمد بن سلمان يمكن للشباب في النهاية الذهاب إلى الحفلات الموسيقية والسينما والسيرك.

 

ووسط الاندهاش من هذا التطور المجتمعي، أشاد الناس بحداثة النظام، الذي لطخت صورته بدم زميلنا الذي لن  يمحى، فلقد حان الوقت لأن تحزن الحكومة الفرنسية.