صباح يوم الجمعة في منطقة إدلب في سوريا قُتل نحو 30 جنديًا تركيًا بالقصف الجوي، لتصير روسيا وتركيا على شفا النزاع المسلح، لكن موسكو تقول إنها تعمل على منع حدوث مثل هذه “المآسي” مرة أخرى، وعلى جانب آخر التقى مجلس الناتو بناءً على طلب أنقرة.
اللاجئون يتدفقون كسلاح حرب
أعلن حلف شمال الأطلسي صباح اليوم، الجمعة، عن عقده اجتماعًا طارئًا لسفرائه اليوم، لإجراء مشاورات بشأن التطورات في سوريا بموجب المادة 4 من معاهدة الحلف، وذلك بعد مقتل 33 جنديا تركيا على الأقلّ في غارة جوية نسبت مسؤوليتها إلى قوات النّظام السّوريّ في منطقة إدلب.
وقال الحلف في بيان إن “مجلس حلف الأطلسي الذي يضم سفراء كل الدول الأعضاء الـ29 سيجتمع الجمعة في 28 شباط/ فبراير بطلب من تركيا لإجراء مشاورات بموجب المادة رقم 4 من اتفاقية واشنطن التأسيسية، حول الوضع في سوريا”.
وتمنح المادة رقم 4 الحقّ لأي عضو في الحلف لطلب محادثات حين يرى تهديدا “لوحدة وسلامة أراضيه، واستقلاله السياسي أو الأمني”.
طالبت أنقرة بمساعدة حلفائها الغربيين، وضغطت على شركائها الأوروبيين من خلال التهديد بإرسال اللاجئين السوريين إلى أوروبا، في مواجهة تدفق اللاجئين الذي تعتبره أنقرة لا يمكن إدارته، حيث أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري قبل عشرة أيام حتى نهاية فبراير لوقف هجومه في منطقة إدلب.
دمشق، من جانبها ترغب في الاستيلاء على إدلب للإعلان عن فوزها في الحرب الأهلية التي اندلعت منذ ربيع عام 2011، بدعم من روسيا دون قيد أو شرط، وبالتالي، فإن الصراع المباشر بين روسيا وتركيا لم يعد مستحيلًا تمامًا.
عبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه صباح يوم الجمعة من «خطر حدوث مواجهة عسكرية دولية كبيرة” في سوريا وقال إنه يتمنى اتخاذ «جميع التدابير اللازمة لمنع ذلك«.

وقال مسؤول تركي كبير طلب عدم ذكر اسمه يوم الجمعة «لن نعتقل بعد الآن من يريدون السفر إلى أوروبا”، وهو إعلان يهدف بوضوح إلى لي ذراع الأوروبيين للحصول على المزيد من الدعم الصريح في الأزمة السورية، والذي يوقظ شبح أزمة الهجرة الخطيرة مثل الأزمة التي هزت القارة الأوروبية في عام 2015.
ترحب تركيا بأربعة ملايين شخص على أراضيها من اللاجئين، معظمهم من السوريين، في عام 2016، التزم الاتحاد الأوروبي بدعم تركيا حال احتفاظها بالمهاجرين الذين يعبرون إلى أراضيها، مقابل مليارات الدولارات.

موسكو تدعو إلى تهدئة اللعبة
بعد أن نسبت غارة الجمعة القاتلة إلى سلاح الجو السوري، ردت أنقرة بنيران المدفعية التي قيل إنها قتلت 16 جنديًا سوريًا، في ضوء التفوق الجوي الروسي في سماء إدلب، طلبت أنقرة من المجتمع الدولي إنشاء منطقة حظر طيران.
بينما قال الكرملين إن الجنود الأتراك المستهدفين كانوا في وسط الإرهابيين، لكنه قال إنه مستعد صباح الجمعة للعمل على “منع تكرار مثل هذه المآسي”.
من جانبه عقد رجب طيب أردوغان مجلس أمن استثنائي في أنقرة صباح الجمعة، وعبرت الصحف التركية عن صدمته وغضبه، وفقدت تركيا بالفعل 53 جنديًا هذا الشهر في اشتباكات مع القوات السورية، بينما ظلت خسائر دمشق غير معروفة.
استولى المقاتلون السوريون المدعومين من أنقرة يوم الخميس على مدينة استراتيجية، سراقب، على الطريق السريع M5 الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب.
وأعلنت روسيا يوم الجمعة عن إرسال فرق إلى البحر المتوسط ​​من قاعدتها في شبه جزيرة القرم عبر مضيق البوسفور، وفقًا لاتفاقية مونترو لعام 1936، لا تستطيع أنقرة حظر هذا العبور إلا إذا اعتبرت نفسها «مهددة بخطر حرب وشيك”.