ترجمة – إبراهيم سمعان

أكدت صحيفة “ها آرتس” الإسرائيلية أن موقف العاهل السعودي الذي أعلن عنه قبل أيام بخصوص التأكيد على الحقوق الفلسطينية المشروع، والذي يناقض ما عبر عنه نجله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لا ينبغي أن يفاجئ صانعي الساسة الغربيين.
وأوضحت في مقال لـهيثم حسانين، طالب الدكتوراه في جامعة تل أبيب وزميل سابق في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن موقف الملك يعكس نظرة السعوديين الأكبر سنا للقضية، بينما موقف ولي العهد مبني على رؤية الجيل الأصغر لها.
وأشار “حسانين” في مقاله إلى وجود مؤشرات حديثة واضحة على هذا الاختلاف وهذه الفجوة بين الموقفين.
وتابع “لقد اعترف ولي العهد بحق إسرائيل في الوجود، وقال إن الفلسطينيين يجب أن يصمتوا أو يصنعوا السلام مع إسرائيل”.
وأضاف “بينما كرر الملك سلمان التأكيد على موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، وأعلن في الآونة الأخيرة أن خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام يجب أن تشمل القدس الشرقية كعاصمة فلسطينية”.
وتابع “تشهد دول الخليج ، لا سيما السعودية والإمارات، تغيراً اجتماعياً وسياسياً هائلاً أدى إلى زيادة الفجوة بين الأجيال اتسعت منذ وقت”.
وأوضح أن أحد الاختلافات الخاصة في التفكير بين الأجيال الشابة والأكبر سنا هو نوعية النهج الذي يجب اتباعه تجاه الفلسطينيين.
ومضى يقول “لقد نشأ السعوديون الأكبر سناً في الخمسينيات والستينيات في أوج القومية العربية، واحتضانها للقضية الفلسطينية باعتبارها المحرك الرئيسي لجميع الأحداث في المنطقة. في حين أن السعوديين لم يتبنوا القومية العربية بشكل كامل ، فقد تبنوا القضية الفلسطينية حتى لا يزايد عليهم خصومهم من القوميين العرب”.
ومضى يقول “هكذا ، فإن الجيل الأكبر سنا في الخليج الذي يجسده الملك سلمان يؤمن بعمق بالقضية الفلسطينية ، أيا كان التعقيد السياسي الذي تظهره القيادة الفلسطينية”.
وأردف “مع ذلك ، فإن الأجيال الشابة ، التي يقودها محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، المحرك الأساسي للسياسة الخارجية لدولة الإمارات ، تظهر إجماعًا سياسيًا أقل بكثير”.
وأوضح أن هذه الأجيال الشابة تضع أولوية للسياسة الواقعية على حساب الحنين السياسي، لافتا إلى أنهم توقفوا منذ فترة طويلة عن النظر إلى ما يعتبرونه تحيزات سياسية إشكالية داخل الضفة الغربية وغزة وحتى بين الجاليات الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.
ونبه إلى أن الأجيال الجديدة تنظر للفلسطينيين بشكل عام ليسوا متحمسين أو داعمين للمصالح السعودية والإماراتية في التحقق من قوة الإسلاميين الشيعة السياسيين ، وعلى الأخص إيران ، والإسلاميين السياسيين السنة ، وبشكل أساسي الإخوان المسلمين”.
وأضاف “لطالما كانت هناك مدرسة فكرية في الخليج تدعو إلى الفصل بين المصالح الوطنية لدول الخليج والقضية الفلسطينية ، لكن هذا لا يزال موقفا لا يحظى بالشعبية بين عامة الناس. لكن على مدى السنوات القليلة الماضية ، تم تبني هذا الموقف بشكل متزايد ، أولاً من قبل النخب الأصغر ثم بشكل أوسع”.
ونوه بأن جيل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يتخوف من أن يؤدي إقامة دولة فلسطينية إلى تسليم إيران والإسلاميين السياسيين السنة السيطرة والتأثير على عاصمة عربية أخرى.