قامت السلطات الإيرانية بإطلاق سراح طالب أمريكي في إطار صفقة تبادل مسجونين بين البلدين في سويسرا، أخلت بموجبها أمريكا سبيل مواطن إيراني.

حيث أُعيد إلى بلاده، السبت، طالب الدراسات العليا الأمريكي “شيوي وانج” (38 عاما)، الذي احتُجز في أحد السجون الإيرانية لأكثر من 3 سنوات.

وتمت عملية نقل “وانج” على متن طائرة حكومية سويسرية من طهران إلى زيوريخ؛ حيث قابله المبعوث الأمريكي الخاص بالشؤون الإيرانية “برايان هوك”، وفقًا لمسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة.

وفي المقابل، أُطلق سراح المواطن الإيراني “مسعود سليماني”، الذي كان محتجزا في أحد سجون أتلانتا الأمريكية؛ بسبب اتهامات بانتهاك العقوبات الأمريكية.

وفي بيان له، شكر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، السويسريين على مساعدتهم في التفاوض مع إيران على إطلاق سراح “وانج”.

وقال “ترامب” إن “الأولوية القصوى للولايات المتحدة هي سلامة ورفاهية مواطنيها”.

وأضاف: “إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين هو أمر ذو أهمية حيوية لإدارتي، وسنواصل العمل بجد لإعادة جميع مواطنينا المحتجزين بصورة غير مشروعة في الخارج”.

من جانبه، نشر وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” صورة، عبر حسابه بموقع “تويتر”، للمواطن الإيراني قبل التبادل، وأخرى بعد تأكيده.

 

و”وانج”، صيني الأصل، ويحمل الجنسية الأمريكية، وهو طالب دكتوراه في التاريخ بالسنة الرابعة في جامعة برينستون.

والقي القبض عليه، في أغسطس/آب 2016، أثناء إجراء بحث عن سلالة قاجار الإيرانية، للحصول على درجة الدكتوراه، وفقًا للجامعة وزوجته والحكومة الأمريكية.

وأدانت طهران “وانج”، بتهمة التجسس، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، قبل أن يتم احتجازه في سجن إيفين بطهران، الذي يضم معظم السجناء السياسيين في البلاد.

وسبق أن دعت الولايات المتحدة مرارا لإطلاق سراحه.

وجاءت حرية “وانج”، في مقابل “سليماني”، وهو عالم أبحاث طبية إيراني، اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

واتهمت الولايات المتحدة “سليماني”، بانتهاك العقوبات ضد إيران، من خلال محاولة تصدير المواد البيولوجية، في شكل هرمون النمو البشري دون تصريح.

وقال مسؤولون أمريكيون إن إطلاق سراح “سليماني” كان ثمنا منخفضا مقابل حرية “وانج”؛ لأنه كان من المتوقع أن يتم الإفراح عن “سليماني”، مطلع الشهر المقبل، بموجب اتفاق بالاعتراف، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

ويعتقد مسؤولو إدارة “ترامب” أن إيران ربما تكون قد أطلقت سراح “وانج”، من أجل تحسين صورتها، وصرف الانتباه عن حملة القمع الوحشية الأخيرة على الاحتجاجات الداخلية.

كانت السلطات الإيرانية أقرت بقتل عدد ممن سمتهم “مثيري الشغب” خلال الاحتجاجات الأخيرة على ارتفاع سعر الوقود، والتي انطلقت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ولم تفصح إيران رسميا عن عدد القتلى، لكن منظمة “العفو الدولية”، قالت إنها وثقت مقتل أكثر من 200 محتج.

ومنذ العام الماضي، توترت العلاقة بشكل كبير بين أمريكا وإيران، على خلفية انسحاب “ترامب” من الاتفاق النووي، الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى عام 2015، قبل أن تعاود واشنطن فرض عقوبات في حملة “الضغط الأقصى”، المصممة لإجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات.

ويريد “ترامب”، صفقة أوسع من شأنها أن تحد من برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، إضافة إلى أنشطتها الإقليمية، إلا أن طهران تؤكد أنها لن تدخل في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ما لم تظهر واشنطن “حسن النية”.