تواجه هيئة تنظيم بطولة فورمولا 1 شكوى قانونية تتهمها بخرق إرشادات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على خلفية إبرامها صفقة -في وقت سابق من العام الجاري- لتمديد عقدها لإقامة السباقات في البحرين حتى عام 2036.

قُدمت الشكوى إلى نقطة الاتصال الوطنية في المملكة المتحدة UK NCP  والمتعلقة بقضايا السلوك التجاري، من قبل معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد) وضحايا سابقين للتعذيب في البحرين: نجاح يوسف وهاجر منصور، وهما ناشطتان بحرينيتان تعرضتا للاعتقال والتعذيب وسوء المعاملة في البحرين بعد انتقاد إقامة بطولة فورمولا 1 في البحرين عام 2017.

شهدت الأشهر الماضية حملة مكثفة برعاية معهد “بيرد” وبالتعاون مع نشطاء حقوق الإنسان من أجل الضغط على هيئة تنظيم البطولة بالتراجع عن إقامة السباقات في البحرين بسبب سجل المملكة السيء في مجال حقوق الإنسان، لكن فورمولا 1 تجاهل كل تلك الدعوات وساهمت بشكل أو بآخر في تزايد القمع في البلاد بسبب مشاركتها فيما يسمى بالغسيل الرياضي، حسب بيرد.

الشكوى ركزت على صفقة جديدة عقدتها المملكة الخليجية مع المسابقة، والتي أُبرمت في فبراير/شباط ونصت على استمرار استضافة البحرين للسباق حتى عام 2036، وهو أطول عقد في تاريخ البطولة، مما دفع بيرد إلى اللجوء للطرق القانونية من أجل وقف تنفيذ هذا العقد.

وحسب الشكوى فإن: “الفورمولا 1 خذلت ضحايا حقوق الإنسان الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة في البحرين، وكذلك خذلت والمنظمات المدافعة عنهم والمشرعين من جميع أنحاء أوروبا”.

وتتهم الشكوى فورمولا 1 بالإخفاق في إجراء تقييم شامل وحقيقي لوضع حقوق الإنسان في المملكة قبل الموافقة على العقد الجديد، في وقت لا يزال التعذيب والإخفاء القسري والاعتقال التعسفي متفشيين في البحرين.

وأكدت الشكوى أن فورمولا 1 تواطأت مع مساع الدولة الخليجية فيما يُسمى بـ “الغسيل الرياضي”، والذي يهدف إلى استخدام الرياضة كأداة للتغطية على جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، مشيرة أن البطولة نفسها كانت مسؤولة عن عدد كبير من الانتهاكات، إذ اعتقل العشرات ونُكل بهم لرفضهم إقامة السباق بينما لا يزال القمع منتشرًا في البحرين.

إن القصد من متابعة الإجراءات القانونية من خلال NCP في المملكة المتحدة هو إجبار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) على متابعة القضية، والتي قد تتخذ بعد ذلك إجراءات ضد بطولة فورمولا1.

في تصريح خاص، قال سيد أحمد الوداعي -مدير بيرد- : “يبدو أن هيئة تنظيم الفورمولا 1 قد اتخذت قرارًا بعدم التعامل مع أي جهة مهتمة بحقوق الإنسان، في انتهاك لسياستها الخاصة، وأبعدت نفسها عن جميع الخبراء الذين يحاولون تحذيرهم من المخاطر الجسيمة لحقوق الإنسان التي تشكلها أنشطتهم في البحرين”

وأضاف الوداعي “محاولاتنا المتكررة للتعامل مع الفورمولا 1 لم تلق آذانًا صاغية، خاصة منذ عام 2021، لنعلم لاحقًا أنه في أعقاب الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في البحرين، كانوا مشغولين بمنح النظام أطول عقد في تاريخ سباقات السيارات… نحن الآن نصعد الأمر من خلال طرحه أمام نقطة الاتصال الوطنية في المملكة المتحدة “.

في العام المقبل، تستعد البحرين لإجراء السباق الافتتاحي للموسم المقبل واختبارها الوحيد قبل الموسم، لكن الانتقادات للنظام تتصاعد، إذ من المقرر أن تنشر منظمة هيومن رايتس ووتش الأسبوع المقبل تقريرًا بعنوان: لا يمكنك تسمية البحرين دولة ديمقراطية: قوانين العزل السياسي في البحرين، والذي سوف يسلط الضوء على استخدام الحكومة البحرينية لقوانين العزل السياسي والتكتيكات الأخرى لإبقاء النشطاء وأعضاء المعارضة خارج المناصب العامة والحياة العامة.

قال جوي شيا، الباحث في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “أمضت البحرين العقد الماضي في قمع المعارضة السلمية، وقوانين العزلة السياسية هي مثال آخر على توسع قمع الحكومة إلى مجالات جديدة… هذه القوانين الوحشية جعلت الانتخابات البرلمانية البحرينية المقبلة مجرد مسرحية هزلية”.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا