لطالما اعتادت الإمارات خلال السنوات الماضية على تصدير بعض الأبواق الإعلامية التي تعتمد عليها في الترويج لمواقفها المشبوهة وتشويه الدول والمؤسسات والشخصيات التي تعارض هذه المواقف، مستغلة في ذلك حفنة من الشخصيات التي تتمتع بسلاطة اللسان والانحطاط الأخلاقي، ما يجعلها لا تتورع عن إطلاق الألفاظ الفاحشة والكلمات النابية دونما رقيب أو حسيب.

ومن أبرز هذه الأبواق التي تستخدمها الإمارات واعتادت أن تثير الجدل في الأعوام الماضية، هو الشرطي الإماراتي ضاحي خلفان، الذي لا يكف عن النباح ضد كل من يقف أمام مشاريع الإمارات التخريبية بالمنطقة، ساعياً من وراء ذلك إلي إرضاء بن زايد وإثبات وطنيته المتضعضعة كونه إماراتيا هجيناً من أصول هندية.

وعرف عن خلفان تغريداته التي تتسم بمنافاتها للمنطق، وتزييفها للحقائق، فضلا عما تتضمنه في غالبها من بذاءات ومكائد نسائية، حتى استحق وعن جدارة لقب “ضاحي خرفان” كما يسميه كثير من رواد مواقع التواصل.

هجوم على فلسطين

وكعادة المطبعين الإماراتيين، وجد خلفان في اتفاق العار التطبيعي الذي عقدته الإمارات مع دولة الاحتلال فرصة ذهبية للتغزل في إسرائيل من ناحية ولإظهار سفالته بحق الفلسطينيين من ناحية أخري، حيث هاجم نائب قائد شرطة دبي، القضية الفلسطينية، وحركات المقاومة، داعيا إلى التركيز على التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي.

واعتبر الشرطي الإماراتي المعروف بترويجه الدائم للتطبيع مع الاحتلال، وهجومه المستمر على الفلسطينيين، وخاصة حركات المقاومة الإسلامية، اعتبر أن “الحوار مع اليهود في ظل وجود سلام سيكون أجدى وأنفع لحل الدولتين”.

ودعا خلفان لحل حركة المقاومة الإسلامية “حمـ  اس”، ودمج كافة القوى تحت راية فتح، على أن يتولى الشباب قيادة السلطة، وذلك في إشارة إلى حليف أبوظبي محمد دحلان 

وقال خلفان في تغريدات عبر “تويتر”، إن القضية الفلسطينية تحولت إلى “حزب إخونجي”، مضيفا: “يحمل كل أدوات الهدم للحكومات العربية، تضيع القضية من أجل حزب، وهذا ما فعله المشعل المطفي”، في إشارة إلى رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل.

وكان خلفان قد استبق الاتفاق التطبيعي بسلسلة تغريدات تمهيداً للاتفاق المخزي، حيث قال “خلفان” في تغريدة على “تويتر”: “لا أرى في مصالحة (إسرائيل) أي ضرر خليجيا”، وأضاف: “ليش نحن مخاصمين اليهود في الخليج؟ القدس المسلمين يصلون فيها. وين المشكلة؟”.

وتابع: “أرى أن العلاقات مع (إسرائيل) هي خط دفاع من الفوضى الإخونجية في المنطقة، لأن اليهود يستخدمون الإخوان للإخلال بالأمن. تريدون نفاد الفوضى خلوا علاقتكم زينه (جيدة) بإسرائيل”، مشيرا إلى أن “فلسطين أصلا الآن كلها مع اليهود. ما بقي شي منها يحرز!”.

واحتفى حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر “تويتر”، بتغريدة لخلفان، قال فيها إنه مع السلام الدائم مع (إسرائيل).

وقال حساب الخارجية الإسرائيلية: “من أنتم يا من لا تعترفون بدولة في مكانة إسرائيل العلمية؟”، مُرفِقًا تغريدة “خلفان”، ويدعو فيها لاستخدام مصطلح “الصديق الإسرائيلي” بدلًا من “العدو”.

وقال “خلفان” في تغريدته: “أعلنها أنا مع السلام الشامل والدائم مع إسرائيل، وإذا حدث السلام مع إسرائيل وبعد ذلك المصالحة مع قطر. سأذهب (إلى) إسرائيل ولن أزور قطر لو قالوا الكعبة فيها”.

معاداة تركيا وتملق لإسرائيل

وفي إطار دعمه المعلن والصريح للاحتلال، دعا خلفان جميع التجار الإماراتيين إلى تحويل علاقاتهم التجارية من تركيا إلى إسرائيل. داعياً إلي وضع حظر تجاري على كل منتج تركي.

وتغزل خلفان في المنتجات الإسرائيلية، داعياً تجار بلده إلى التوجه لاستيرادها، ووقف استيراد أي منتج تركي أو إيراني. 

وغرّد عبر “تويتر”: “المنتج الإسرائيلي، جودة، وأسعار منطقية، والاحتيال والغش مرفوض لأنهم أهل تجارة أصيلون فيها، لذلك عودة الزبون عليهم مهم بالنسبة لهم”، وأضاف: “أرجو أن تحولوا أيها التجار تجارتكم من تركيا بالذات على إسرائيل”. 

وتابع: “لا تعتبروا ما أكتبه دعاية وترويجا لليهود، ربما كان تعاملي مع طبقة تجارية، لكن مثلا الطبقات التجارية التركية والإيرانية كثير منهم غشاشون”.

وأردف قائلا: “تعامل مع يهودي.. بتشوف البضاعة مضبوطة أحسن نوع، تعال خذ منتج إيراني ولا تركي، الله لا يرويك.. غش في غش”.

وفي ذات السياق الداعم للاحتلال، أجرى خلفان، أول مقابلة تلفزيونية مع  قناة عبرية، عقب الإعلان عن اتفاق سلام وتطبيع كامل العلاقات بين بلاده والاحتلال الإسرائيلي.

وأكد خلفان خلال مقابلة بثت على “القناة12” العبرية على أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل “مهم للغاية”، مضيفا “اختيار السلام هو الاستراتيجية التي تهيمن على الشرق الأوسط اليوم، المليء بالتوترات والحروب والكراهية بين الدول”.

وتطرق خلفان إلى عملية اغتيال القيادي في حركة “حماس” محمود المبحوح، والتي جرت قبل قرابة 10 سنوات في مدينة دبي.

وقال خلفان إن “اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في الإمارات ودبي على وجه الخصوص كان خطأ استراتيجيا من قبل المؤسسة الإسرائيلية”.

وتابع معاتبا: “لو أنني علمت بأن جريمة سوف ترتكب في إسرائيل، في تفجير مثلا لأحد المطاعم، فإنني كنت سوف أبلغ الجهات الأمنية في إسرائيل أن انفجارا سوف يقع في المكان الفلاني، بصفتي رجل أمن”.

وقال خلفان إنه ” ليس لديه مشكلة في مقابلة مواطن إسرائيلي عادي يزور الإمارات العربية المتحدة. أهلا بكم”.