قال ضباط خليجيون أجريت معهم مقابلات بواسطة مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن: أن التدريب الذي تلقوه في مصر كان سيئا للغاية، وأضافوا أنهم يشعرون بالاستياء من أن بلدانهم تهدر- لأسباب سياسية – أموالهم ووقتهم على “تعليم عديم الجدوى”.

جاءء ذلك في دراسة حديثة نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (مقره واشنطن) وترجمها موقع العدسة، عن طبيعة الضباط في الجيوش الخليجية.

ونقلت الدراسة عن عدد من الضباط الخليجيين الذي تلقوا تدريباً عسكريًا في مصر عن طريق بلدانهم، أنهم سخروا من مستوى التعليم بمصر، وقال ضابط كبير كان قد التحق ببرنامج لمدة عام في أكاديمية ناصر العسكرية العليا في القاهرة قبل عدة سنوات، أن التعليم بالأكاديمية “قطعة من الخراء”، وذكر أن مناهج الدورة لم تكن متطورة، وكذلك مستوى المدربين كان سيء للغاية على الرغم من أن “الكثير منهم حاصلين على درجة الدكتوراه ولكن، كما تعلمون، يمكنك شراء الدكتوراه في مصر بثمن بخس”. وذكر آخر: أن الطالب الذي حصل على المركز الثاني في الدورة كان سعودياً، وكان نادراً ما يحضر المحاضرات، لكنه حصل على هذا المركز بسبب رشوته لمسؤولي الأكاديمية.

وأضافت الدراسة أن المتدربين من جنسيات أخرى مثل الأردنيون والمغاربة والباكستانيون يميلون إلى الحصول على أفضل سمعة في تدريباتهم الخارجية، على عكس المصريين الذين يسعون لكل جهدهم أن يثبتوا أنهم الأسوأ، حسب الدراسة الأمريكية.

وأكاديمية ناصر العسكرية العليا هي معهد تدريب تابع للقوات المسلحة المصري أنشأه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر عام 1965 ليكون أكبر أكاديمية تعليمية عسكرية بالشرق الأوسط.

 

انتقادات مستمرة

يواجه الجيش المصري منذ عدة سنوات انتقادات حادة من الباحثين والمراقبين، بشأن تدخل المؤسسة العسكرية في شتى القطاعات المدنية، ومنافستها للمدنيين في الاقتصاد والاستثمار والصناعة. ولم تنفي القوات المسلحة إشتراكها في مثل هذه الأعمال، حيث صرح المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب تامر الرفاعي إن الجيش المصري “يشرف على نحو 2300 مشروع، يعمل بها خمسة ملايين موظف مدني في جميع التخصصات”. جاء ذلك في مداخلة ملتفزة مع الإعلامي المقرب للنظام “عمرو أديب”.

وليلة أمس 8 ديسمبر 2019؛ قال “يزيد صايغ” الباحث في “مركز كارنيجي” أن حالة الجيش المصري في عام 2019، وفي ظل عهد الرئيس “عبدالفتاح السيسي” أشبه بتلك التي كان عليها عشية نكسة 1967.

جاء ذلك، في ندوة للباحث لمناقشة دراسته الجديدة حول “تشريح الاقتصاد العسكري المصري” أذاعتها قناة الجزيرة مباشر، حيث أشار الباحث إلى أن الجيش المصري عندما شارك في حرب اليمن، دخل الكثير من الضباط في مشاريع تجارية – على حد قول الصايغ-  لها علاقة بالحرب والإمداد والتموين.

ولفت “صايغ” إلى أن “هذا النمط يمثل خرق للقوات المسلحة المصرية، بحيث أصبحت منهارة من الداخل” معقبا أن أهم الضباط في الجيش أصبح شغلهم الشاغل التجارة والمنافع، والمصالح والصفقات.

وأضاف الباحث أن تلك الأمور ضربت معنويات الجيش المصري، حيث صارت الشللية والمحسوبيات هي الشائعة في داخل القوات المسلحة وبرعاية من المشير “عبدالحكيم عامر”. وأن “السيسي” يمنح كل الشلل (المجموعات المنتفعة) بوزارة الداخلية والدفاع حصة من الكعكة لكسب رضائها. كما نقل الباحث عن ضباط أمريكيون مسئولون عن المنحة العسكرية لمصر ؛ وصفهم الجيش المصري بأنه “جيش غير مقاتل”.

 

الجيش غير المقاتل

وحسب تقرير سابق لـ CNN فإن الجيش المصري يحتل المرتبة الـ12 عالمياً، في قائمة أقوى جيوش العالم، لعام 2019 ويصل عدد أفراد الجيش المصري إلى 920 ألف جندي بينهم 440 ألف جندي فاعل و480 ألف جندي في قوات الاحتياط، ويمتلك الجيش المصري 1092 طائرة حربية متنوعة، بينها 211 مقاتلة، و341 طائرة هجومية، و59 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى 388 طائرة تدريب، و293 مروحية عسكرية منها 46 مروحية هجومية كما يمللك 2160 دبابة و5735 مدرعة و1100 راجمة صواريخ، وأسطولا بحريا مكون من 320 قطعة بحرية منها حاملتي طائرات و 7 طرادات، و4 غواصات، إضافة إلى 50 سفينة دورية و 9 فرقاطات، وتصل ميزانية دفاع الجيش المصري إلى 4.4 مليار دولار سنويا منها 1.3 مليار دولار منحة أمريكية.

لكن وفقاً لدراسة مركز كارنيجي في فبراير الماضي، فإن مصر تشهد معدل استخدام منخفض للمعدات والأسلحة بالإضافة إلى مستوى منخفض من النشاط التدريبي. وحسب الباحث روبرت سبرنغبورغ: فلا يمكن لأي جيش أن ينجح بدون تدريب صارم وواقعي وثابت ومتكرر، لكن التدريب المصري غالباً ما يفتقر إلى مبدأ “اللعب الحر” لصالح سيناريوهات قاسية وغير مرنة وتم التخطيط لها مسبقاً، حيث تكون النتيجة واضحة ولا تسمح بالمفاجآت، حسب تعبير الباحث.