قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ضباطًا كبار من الجيش المصري زاروا مستوطنة “نيتساريم” مطلع شهر ديسمبر، عقب سقوط قذيفة على منزل في تجمع “أشكول”، أُطلقت “بالخطأ” من الأراضي المصرية، وتسببت بأضرار جسيمة.
وأوضحت القناة “12” الإسرائيلية أن الضباط المصريين التقوا مسؤولين كبارا في قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي للتحقيق المشترك في الحادثة.
وحسب قناة “الجزيرة”، فقد سقطت القذيفة في ناد للشباب؛ ما أدى إلى أضرار ولم يسفر ذلك عن وقوع إصابات. ونقلت القناة عن المستوطنين أن الحادث “كان أمرا مخيفا وحدثت معجزة عظيمة حالت دون وقوع إصابات”.
زيارة الضباط المصريين إلى المستوطنة الإسرائيلية أعادت طرح الأسئلة حول دور إسرائيل في سيناء ومدى التعاون العسكري بين الجانبين المصري والاسرائيلي.
إسرائيل في أجواء سيناء:
في مقال سابق بصحيفة “نيويورك تايمز” ، كتب ديفيد كيركباتريك أن إسرائيل نفّذت مائة ضربة على الأقل ضد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء منذ عام 2015.
وفي المقابلة التي بثتها قناة (سي بي أس) الأمريكية يناير 2019، قال السيسي، إن دولته تعمل سويا مع إسرائيل في شمال سيناء ضد ما وصفه بالإرهاب وأن العلاقات بين مصر وإسرائيل هي الأمتن منذ بدأت، وأن البلدين يتعاونان في مجالات شتى.. وهي المقابلة التي قالت صحيفة نيويورك تايمز أن الحكومة المصرية حاولت منع بثها لأن كشف الرئيس المصري عن علاقاته السريّة مع إسرائيل قد يسبب أضرارا جانبية.
كانت مجلة “نيويوركر” الأمريكية قد كشفت العام الماضي عن تدخل عسكري إماراتي في سيناء بالتنسيق مع إسرائيل، وأشارت إلى أن ولي عهد الإمارات محمد بن زايد نشر قوات إماراتية في سيناء لتقديم الدعم للقوات المصرية عبر طائرات حربية إسرائيلية بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات الموساد.
وكشفت جريدة العربي الجديد في تحقيق لها عن أن جيش الاحتلال شكّل لواء خاصاً مكلفاً بالعمليات في سيناء ضد تنظيم “داعش”، وإدارة تلك العمليات مع الجانب المصري، إضافة إلى وحدة استخبارية خاصة تابعة لـ”الشاباك” للغرض نفسه. وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، أن ذلك اللواء نفّذ ضربات كبرى بالتعاون مع الجيش المصري في شمال سيناء
برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المعلومات بأنه لولا هذا الدور لأقام تنظيم “داعش” دولة جديدة له بسيناء.. تصريحات نتنياهو كشفها “عامي روحكس دومبا” الخبير العسكري الإسرائيلي بالموقع الإلكتروني لمجلة “يسرائيل ديفينس” العبرية، المتخصصة في الشؤون الأمنية والدفاعية، الاثنين 17 ديسمبر/كانون الأول 2018. وقال الخبير الإسرائيلي :”أحد الموضوعات التي كشفها نتنياهو للمرة الأولى علانية كانت النشاطات الإسرائيلية لمنع ترسيخ وجود داعش بسيناء. يدور الحديث عن سر مكشوف، ليس جديدا، لكنهم لا يتحدثون عنه في “إسرائيل”.
وتنظيم ولاية سيناء كان يعرف مسبقا باسم “أنصار بيت المقدس” قبل إعلان ولائه لداعش بزعامة أبوبكر البغدادي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014. وبحسب مراقبين، ظهر أعضاء التنظيم بعد ثورة يناير 2011 عندما التحق مسلحون فلسطينيون بجماعة “التوحيد والجهاد” ومقرها سيناء، وشكلوا معا “أنصار بيت المقدس” وينشط التنظيم في شبه جزيرة سيناء، ويعتقد أن عناصره يحتمون داخل كهوف في جبل “الحلال” الذي يقع في وسط سيناء التي تحدد فيها اتفاقية كامب ديفيد للسلام عدد قوات الجيش المصري وتسليحه.
أشهر عمليات التنظيم داخل مصر
- تفجير خط أنبوب تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن، وعمليات أخرى استهدفت خط الغاز.
- محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري في الخامس من سبتمبر / أيلول عام 2013، التي أسفرت عن إصابات عديدة بينها عدد من أفراد الشرطة.
- مقتل 25 من مجندي الأمن المركزي في كمين نصبه لهم أفراد التنظيم في 19 أغسطس / آب 2013، وهو الذي عرف إعلاميا باسم “مذبحة رفح الثانية”.
- الهجوم بسيارة مفخخة على مديرية أمن جنوب سيناء في السابع من أكتوبر / تشرين الأول عام 2013.
- تفجير مبنى المخابرات العسكرية في الإسماعيلية في 19 أكتوبر / تشرين الأول عام 2013.
- مقتل أكثر من 30 جنديا وضابطا مصريا في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش في كرم القواديس بمدينة الشيخ زويد في شمال سيناء في 24 أكتوبر / تشرين الأول 2014.
- مقتل 14 عسكريا مصريا في 3 هجمات في شمال سيناء في أبريل/ نيسان 2015.
- إطلاق صورايخ باتجاه مطار “الجورة” في سيناء وهو مطار تستخدمه قوات حفظ السلام الدولية في 10 يونيو / حزيران 2015.
- مقتل 8 شرطيين بينهم ضابط، إثر تبادل لإطلاق النار عقب هجوم استهدف حاجزًا أمنيا بشمال سيناء 2019.
- مقتل ثلاثة جنود مصريين وأصيب أربعة في أيلول 2019 في هجوم على نقطة تفتيش أمنية في كمين تفاحة في مدينة بئر العبد شمال سيناء.
وعلى الرغم من هذا التنسيق غير المسبوق بين الجانبين المصري والإسرائيلي الذي يسمح للأخيرة بتنفيذ عملياتها بحرية كاملة داخل الحدود المصرية، إلا أن أصواتا إسرائيلية تلقي باللوم على النظام المصري لعدم تمكنهم من هزيمة داعش، وفي وقت سابق مطلع هذا الشهر كشف تقرير صحفي إسرائيلي عن تنفيذ الجيش المصري عملية تشويش متعمدة على الاتصالات الإسرائيلية، العام الماضي في إطار ملاحقته اتصالات تنظيم ولاية سيناء.
اضف تعليقا