جلال إدريس                       

على ما يبدو أنَّ الاضطرابات في المشهد الدولي ستُلْقِي بصداها على الشأن الفلسطيني وسكان قطاع غزة على وجه التحديد؛ حيث تشير الضربات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع المحاصر بأنَّ حربًا جديدًا تلوح في الأفق تزيد بها قوات الاحتلال الأوضاع المعيشية في غزة سوءًا على ما هي عليه من سوء وتردٍّ.

وخلال الساعات الأخيرة شهد قطاع غزة والكيان الصهيوني، حالة من التأهب والاستعداد، فضلًا عن وجود ضربات وتصريحات متبادلة بين المقاومة الفلسطينية، وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي ينذر باندلاع حرب بين الطرفين.

وتواصل إسرائيل ارتكاب جرائمها ضد الفلسطينيين بشكل عام، وسكان قطاع غزة بشكل خاص، خصوصًا بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفاراتها للقدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل بدلًا من تل أبيب.

وواجهت إسرائيل المتظاهرين الفلسطينين في “مسيرات العودة الكبرى” بقمع غير مسبوق أدَّى لوفاة العشرات وإصابة المئات أقل من شهرين، وسط صمت وتخاذلٍ عربيٍّ ودولي.

كما واصلت إسرائيل انتهاكتها بحق غزة على مدار اليومين الماضيين عن طريق  قصف عدة أهداف بمدينة رفح جنوب قطاع غزة على مدار اليومين الماضيين، واستهدافها مواقع للمقاومة، وكذلك استهداف مقاومين من كافة الفصائل الفلسطينية.

ضربات المقاومة

كل التصرفات الإسرائيلية غير المسئولة دفعت المقاومة الفلسطينية، للردّ على جرائم الاحتلال بما تمتلك من أدوات قوة وردع، في محاولة منها لوقت التجاوزات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

وفي صباح اليوم الثلاثاء 29 مايو 2018، ردت المقاومة الفلسطينية على جرائم الاحتلال بوابل من القذائف أطلت صباح اليوم على المستوطنات الإسرائيلية الواقعة بما يعرف بـ”غلاف غزة”.

وأفادت وكالة معًا الإخبارية أن كيان الاحتلال أعلن أن عدة صواريخ انطلقت من غزة صوب المستوطنات المحيطة بالقطاع.

وانطلقت صافرات الإنذار في ١٥ مستوطنة واقعة في محيط القطاع، بينما لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن انطلاق الصواريخ.

وقالت مصادر إسرائيلية، إنَّ مدفعية الاحتلال أطلقت عدة قذائف على قطاع غزة، ردًا على إطلاق وابل من الصواريخ على المستوطنات المحيطة بالقطاع.

وزعمت المصادر أن “القبة الحديدية” اعترضت عددًا من الصواريخ التي أطلقت من القطاع، فيما رفع الاحتلال من حالة التأهب إلى القصوى في محيط القطاع.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” من جانبها: إنَّ صاروخين على الأقل تمكنا من الإفلات من القبة الحديدية والسقوط في مستوطنات محيط غزة، فيما طالب جيش الاحتلال مستوطنيه في المحيط بعدم الخروج من الملاجئ.

وصرَّحت مصادر إسرائليية أن صاروخًا أسقط على جانب مبنى في منطقة “العين الثالثة” الإسرائيلية.

 

تصريحات نتنياهو

من جانبه قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن 57 قذيفة هاون أطلقت على مستوطنات غلاف غزة منذ صباح اليوم الثلاثاء.

وعقب الأحداث، أجرى نتنياهو مشاورات أمنية مع وزراء وقادة إسرائيليين، ليخرج بعدها بتهديدات بالردّ القاسي والقوي على الهجمات الصاروخية.

وقال رئيس حكومة الاحتلال، إنَّ الجيش سيردّ بقوة كبيرة على الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له مستوطنات غلاف غزة صباح اليوم.

وأضاف نتنياهو أنَّ حماس والجهاد الإسلامي ستدفعان الثمن باهظًا بعد مهاجمتهما مستوطنات غلاف غزة.

في نفس السياق أفاد الإعلام الإسرائيلي أن الرشقة الصاروخية الأكبر منذ حرب ٢٠١٤، قرابة ٢٢ صاروخًا أطلقت باتجاه “غلاف غزة”، وأطلقت “القبة الحديدية” ١٣ صاروخًا اعتراضيًا، ورغم ذلك إلا أنَّ القذائف سقطت في المستوطنات وأضرار مادية كبيرة وقعت.

“الجهاد” تبارك القذائف

من جانبها رحَّبت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بقذائف المقاومة، واعتبرتها ردًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب: “إنَّ دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة، حتى يستبيحها الإرهابيون دونما رادع”.

وأضاف شهاب في تدوينة على صفحته في فيس بوك أنّ “ردّ المقاومة بإطلاق القذائف منذ ساعات الصباح تجاه المستوطنات في غلاف غزة “مبارك”، مشيرًا أنّ “كرامة شعبنا أغلى ما نملك”.

وقدّم شهاب التحية “للفرسان الذين يواصلون رباطهم ودفاعهم عن كرامتنا، رغم الحصار والألم”، مستشهدًا بالحديث النبوي “قيل أين هم يا رسول الله، قال: “في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس “.

حماس: المقاومة حق طبيعي

فيما أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس أنَّ ما قامت به المقاومة صباح اليوم يأتي في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا والردّ على جرائم القتل الإسرائيلية وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة في رفح وشمال القطاع.

وأضاف برهوم في تصريح صحفي: “الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد قادم”.

إسرائيل تقصف غزة

في مقابل ذلك قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء بالمدفعية عددًا من المناطق الحدودية في القطاع، في حين أعلن جيش الاحتلال أنَّ نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ اعترض 25 قذيفة صاروخية أطلقت من غزة.

واستفاق سكان قطاع غزة صباح اليوم على عددٍ كبيرٍ من الانفجارات على حدود القطاع، وطائرات استطلاع تحلق بكثافة كبيرة في أجواء غزة، بالإضافة لطائرات حربية. وأضاف أنه لم تسجل أي إصابات حتى اللحظة.

فيما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان البلدات الحدودية التزام الملاجئ، في الوقت الذي بدأ فيه بقصف مدفعي استهدف مواقع رصد للمقاومة الفلسطينية.

ونقلت “الجزيرة نت” عن مراسلها في القدس، أنَّ بعض القذائف الصاروخية التي أطلقت من غزة سقطت في مناطق سكنية وأخرى في مناطق مفتوحة، وأنه لم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار، وأشار إلى أنَّ صفارات الإنذار دوّت مرتين في كافة البلدات الإسرائيلية الحدودية.

وتوقع المراسل أن يتجه الموقف نحو التصعيد باستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواقع المقاومة الفلسطينية والعودة لسياسة الاغتيالات للصف الأول من قياداتها.

فيما أعلن أفيخاي أدرعي المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي قيام قوات الجيش بعمليات في قطاع غزة.

وقال أدرعي على حسابه بموقع تويتر: “في هذه الساعة ينشط جيش الدفاع في قطاع  غزة. الانفجارات التي تسمع الآن ناجمة عن هذه النشاطات، مزيد من التفاصيل لاحقًا”.

وتهديدات باحتلال غزة

وفي إطار الحرب الإعلامية قالت وزيرة القضاء الإسرائيلى إيلات شاكيد: إن الحكومة الإسرائيلية تدرس بجدية إعادة احتلال قطاع غزة من جديد من أجل القضاء على حركة حماس فى القطاع، ردًا على إطلاقها الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.

وأضافت لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أنه فى حال قيام إسرائيل بهذه الخطوة فإنها ستكون حربًا مفتوحة، ستؤدي إلى كارثة كبيرة بما فيها تعرض حياة الأطفال الصغار فى روض الأطفال للخطر، لكن كل الخيارات مطروحة الآن أمام الحكومة بما فيها احتلال غزة.

ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أنَّ إسرائيل “سترد بقوة كبيرة” على القذائف التي تطلق من قطاع غزة، بعد إطلاق نحو 30 قذيفة هاون من القطاع على جنوب إسرائيل.

وشنَّت طائرات إسرائيلية غارات على القطاع استهدفت موقعًا تابعًا لحركة الجهاد الإسلامى فى قطاع غزة، بعد إطلاق قذائف على غزة.